Languages

مدونات ومواقع اتابعها

المتابعون رنا الشيخ: اسراء فهمى عليبة:نهال برهامى:مها الديباوى::مصطفى حسنى:خالد فضل:الاء عادل

PostHeaderIcon صور لمدينة تدمر

...تابع القراءة

PostHeaderIcon معلومات عن مدينة تدمر الثقافية

مملكة تدمر

تدمر او Palmyra مدينة تقع في وسط الجمهورية العربية السورية الحالية, 215 كيلو متر شمال مدينة دمشق. كانت المدينة محطة تجارية في غاية الأهمية بين آسيا و اوروبا حيث قامت مملكة تدمر. ازدهرت مملكة تدمر في النصف الثاني من القرن الول قبل الميلاد, كانت تحمل طابع المدن الإغريقية الرومانية بأبنيتها العامة و الخاصة, أهم آثارها معبد بل الضخم والشارع الأعظم المحفوف بالأعمدة و المسرح و سوق الآغورا و البوابة الكبرى المعروفة بقوس النصر بالإضافة إالى المئات من المنحوتات والتماثيل والمدافن الأثرية الضخمة والتي كانت على شكل أبراج و سور المدينة البيضاوي الشكل والمدعم بالأبراج.

تاريخ مملكة تدمر

سطعت مملكة تدمر بدورها الحضاري في الجزيرة العربية عندما احتلها الأسكندر الكبير ومنحها استقلالها, منذ ذلك الحين ازدهرت المملكة و اصبحت مركزاَ تجاريا مهماَ يصل بين القارتين و أصبحت محط انظار المماليك المجاورة, إذ حاول الرومان إحتلالها على يد مارك انتوني الذي حاول مراراَ وكان غالباَ ما يفشل في تحقيق ذلك إلا ان سيطر عليها الرومان بعده اثناء حكم تيبرياس, واستمرت على ذلك نحو أكثر من قرن أزدهرت فيها المملكة و كانت من أهم المدن التابعة للروم و كانت هناك محاولات عديدة من قبل الفرس للإستيلاء عليها ولكنها لم تنجح إلا ان سيطرت الملكة زنوبيا على الحكم و قادت حملة للتخلص من الحكم الروماني و قادت حملة توسعة واسعة شملت مدن في العراق و مصر. كان سكان تدمر يتكونون اجتماعياَ من ثلاث طبقات هم: مواطنين أحرار, عبيد, أجانب. المواطنون هم أبناء العشائر وكان بعض هذه العشائر أحلاف. وقد اعتنى التدمريون بزراعة واحتهم ونظموا الأقنية و الري والسدود فيها وحفروا الآبار للشرب والأحواض. كانت مكاتباتهم التجارية بالآرامية والرسمية بالاتينية (في زمن الرومان). ولهم أيضاَ لغتهم التدمرية وكتابتهم المأخوذة عن الآرامية.


الدين والفن
كان التدمريون شعب تجاري بحت ولكنه لم يتخلى عن الدين بل بالعكس, كان شغفهم في بناء المعابد و القبور كبير. كانت معبوداتهم كثيرة العدد و تقارب الثلاثين وعلى رأسها المعبود الأعلى (بل) الذي يظهر وحيداَ في المنحوتات, فأكثر الآلهة التدمرية تصور معه حسب المناسبات, ولكنه أكثر ما يمثل مع قرينته (بلتي) و(يرحبول). كان الثلاثي (بل-يرحبول-أغلبول) يتمتع بأكثر شعبية في تدمر. يعتبر معبد بل من أكبر و أشهر المعابد الدينية في الشرق القديم. فمنذ القرن الأول الميلادي بني بناؤه الأساسي على نشز الأرض وظل يبنى و يتوسع حتى أواخر عهد تدمر, إالى أن أصبح بمقاييس ضخمة (220x205) متر, أحيطت جدرانه ب375 عموداَ طول الواحد منها أكثر من 18 متراَ, ولا يزال قائماَ منها سبعة في الواجهة الرئيسية. أما المدافن فمجال أبرز فيه التدمريون براعة مميزة. وكانت أبعد من ان تكون مقابر, حيث كانت تزين بالورد و أماكن للجلوس يسمونها (بيت الأبدية). ومنذ القرن الثاني صار المدفن أشبه بالبيت من طابق واحد يتسع أحياناَ إالى ثمانين قبراَ وكانت جدرانه منحوته بدقة و براعة.[/
...تابع القراءة

PostHeaderIcon صور لمدينة تدمر الثقافية

...تابع القراءة

PostHeaderIcon مدينة تدمر بسوريا

...تابع القراءة

PostHeaderIcon أعظم الجوامع

هذه بعض المعلومات عن المسجد:
جامع أحمد بن طولون أو جامع الميدان، ثالث جامع أنشئ بمدينة مصر بعد جامع عمرو بن العاص، وجامع العسكر، وأكبرها مساحة.. شيّده الأمير أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية الذي ولد في بغداد عام 220 هـ- 835م ونشأ في مدينة "سامراء" بالعراق.

أوفده الخليفة العباسي على رأس جيش إلى مصر لتوطيد أوضاعها، ودخل مصر عام 254هـ- 868م وعمره 34 عاماً، وبعد خمس سنوات من دخوله مصر عهد إليه الخليفة المعتمد بأمر الخراج على مصر والولاية على الثغور الشامية، فاستقل بمصر وأعلن قيام الدولة الطولونية وأنشأ مدينة "القطائع" شمال الفسطاط، وأقام في المدينة قصراً وميداناً للرياضة، وملعباً للصولجان، ومسجداً سميّ باسمه، أشهر ما تبقى من الدولة الطولونية.

أنشأ "ابن طولون" مسجده ليكون مسجداً جامعاً للاجتماع بالمسلمين، وقد تأثر بالأساليب المعمارية العراقية ونقلها إلى مصر، وظهرت تلك المؤثرات من ناحية التصميم والتخطيط والزخرفة، ويوجد بالرواق الشرقي جزء من لوحة رخامية تضمنت اسم المنشئ وتاريخ إنشاء المسجد مكتوبة بالخط الكوفي.


يتكون المسجد من صحن مربع في الوسط، تحيط به أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة، ويحيط بالمسجد من الخارج زيادات من ثلاث جهات عدا حائط القبلة، وقد شُيّد المسجد بالطوب الأحمر وتغطيه طبقة سميكة من الملاط، تعلوها طبقة أخرى بيضاء من الجص بها زخارف جميلة محفورة، وتوجد في المسجد زخارف تماثل نظيراتها في مدينة سامراء موطن أحمد بن طولون الأصلي، والنوافذ ذات فتحات معقودة وبها زخارف هندسية ونباتية محفورة على الجص، ومحراب يكتنفه عمودان على شكل تجويف نصف دائري في حائط القبلة، وتوجد على جدرانه قطع رخامية ملونة يعلوها شريط من الزخارف الزجاجية عليه كتابات بخط النسخ.

أما المئذنة فهي متأثرة إلى حد كبير بمئذنة مسجد سامراء المعروفة (بالملوية) ويبلغ ارتفاع المئذنة عن سطح الأرض 40.44 متراً، وتربطها بحائط المسجد الشمالي الغربي قنطرة على عقدين من نوع حدوة الفرس، أما واجهة المسجد الخارجية فهي مأخوذة من تصميم واجهة جامع عمرو بن العاص.

والجدير بالذكر أن هذا المسجد كان يدرّس فيه علوم الطب والفلك والفقه، وعلوم اللغة العربية، وسائر علوم الدين الأخرى.

سبحان الله
...تابع القراءة

PostHeaderIcon صور لجامع أحمد بن طولون

...تابع القراءة

PostHeaderIcon جامع أحمد بن طولون من الخارج

...تابع القراءة

PostHeaderIcon جامع أحمد بن طولون

...تابع القراءة

PostHeaderIcon من أعظم المساجد


...تابع القراءة

PostHeaderIcon الاسكندر الأكبر

الاسكندر الأكبر

الأسكندر الأكبر يغزو مصر

جاء عن الإسكندر الأكبر فى جريدة أخبار اليوم بتاريخ 5/ 2/ 2005م
أعلن أحمد عبد الفتاح المشرف العام علي متاحف وآثار الإسكندرية أن الإسكندر الأكبر مات مسموما وليس بالحمي كما تردد في كتب التاريخ..

ويدلل علي ذلك بحادثتين هامتين وقعتا أثناء حياة الاسكندر الأكبر الأولي تفيد بأنه قد وصله رسالة تؤكد أن طبيبه الخاص سوف يدس له السم في الدواء غير أنه استهان بما جاء في هذا الخطاب.. بل أنه أعطاه لطبيبه وتناول الدواء كعادته لثقته الشديدة بهذا الطبيب.. أما الحادثة الثانية فكانت تشير إلي أنه عندما جاء 'أوغسطس' للإسكندرية بعد وفاة الإسكندر بحوالي ثلاثة قرون وزار مقبرة الإسكندر وتحسس أنفه وكانت النتيجة سقوط جزء من طرف الأنف وهذا حادث نادر لانه من الصعب في تحنيط مومياء لملك أن الأنف أو أي جزء من الجسد يسقط بهذه الصورة. وأضاف د. عبدالفتاح في الندوة التي عقدت منذ أيام بنادي سموحة بالإسكندرية حول الإسكندر الأكبر: انه من المعروف علميا وطبيا ان الذي يتناول سما يحدث له تحلل كامل في جسده..

الصورة الجانبية لعملة الأسكندر الأكبرالذى عاش بين سنة 336 - 323 ق.م
وقد مات الإسكندر بعد أن سقط مريضا بحوالي أسبوعين وكان قد سلم الخاتم الخاص به لقائد جيشه برداكيس وهو علي فراش المرض وطلب من الجنود زيارته في فراشه ويبدو أن المحيطين به في تلك الفترة كانوا متآمرين نظرا لتصرفاته وسلوكياته الغريبة حيث أنه في أواخر أيامه طلب من الاغريق تأليهه في الوقت الذي كان عنيفا مع الكثيرين بالإضافة إلي اكثاره في شرب الخمر. كل هذه العوامل جعلت البعض يتربصون به ومحاولتهم للفتك به.
وأضاف: ان مومياء الاسكندر شيء.. ومقبرته شيء آخر وانه ليس من المتوقع العثور علي موميائه أو حتي مقبرته.. فقد أثير كثيرا أن مقبرته مازالت بالاسكندرية وأعتقد ان المومياء تم نقلها لخارج الاسكندرية.. أما مقبرته فالاسكندر الأكبر له أكثر من مقبرة.. منها مقبرة في بابل ومكث بها عامين فقط.. والثانية في (منف) جنوب القاهرة وظل بها 40 عاما.. ثم مقبرته بالاسكندرية والتي انقطعت كل المعلومات عنها مع بداية القرن الخامس الميلادي..

وقد نشأ عصر البطالمة بظهور الأسكندر الأول 495 م Alexander I in 495 BC وهو من مقدونيا وكانت له مملكة صغيرة - حتى موت بيرسيوس فى سنة 168 ق . م Perseus in 168 BC. . وعندما تقلد فيليب الثانى الحكم فى ما بين 359 - 336 ق . م Philip II (359-336 BC) أصبحت مملكة قوية وأحتوت على معظم حدود اليونان , وظهر الأسكندر الثالث ( الأسكندر الأكبر ) الذى كان أبن فيليب الثانى أصبحت الإمبراطورية المكادونية أظم أمبراطورية فى عصره , أمتدت حدود إمبراطوريته من شرق الهند حتى جنوب مصر والشرق الأوسط ويؤكد بعض المؤرخين أن الأسكندر الأكبر كان مخنثاً .

فيليب الثالث وهو شقيقه الأسكندر الأكبر من جهة ابيه وكان أحد قواد الجيش عندما مات أخيه , وكان باقى قواد جيش الأسكندر الكبر يطمعون فى العرش وعندما أتفقوا فيما بينهم على تقسيم الإمبراطورية فيما بينهم قامت أوليمببياسOlympias (Alexander's mother) بقتل الملك فيليب الثالث

عملة ذهبية لبطلميوس الأول
عملة ذهبية لبطلميوس الأول تم سكها فى الأسكندرية. على وجه العملة منظر لبطلميوس الأول بأنفه الطويل المميز وسوالفه البارزة. وعلى الظهر نسر يقف على صاعقة ناظراً إلى اليسار





عملة من العصر البطلمي
عملة يرجع تاريخها إلى عهد بطلميوس الأول. ويظهر على وجهها رأس الملك، بينما صور على خلفها رجل فوق عربة حربية يجرها أربعة أفيال.







وبعد موت الأسكندر الأكبر فى 323 ق.م جنرال بطليموس عين ك satrap على مصر وقد حكم مصر حكماً قوياً , فى 305 ق. م نصب نفسه ملكاً وأنشأ العصر البطلمى الذى حكم المنطقة لمدة 275 سنة , وأمتدت المنطقة التى حكمها البطالمة من مصر وأسرائيل , وسوريا , وفينيقيا , وجزيرة قبرص .

ملكة مصر كيلوباترا السابعة

وأستمر حكم البطالمة حتى تقلدت الحكم كيلوباترا السابعة وأنضمت إلى مارك أنطونى ثم أنتحرت بعد أن هزيمة مارك أنطونى فى معركة أكتيوم سنة 31 ق. م Actium in 31 BC وسقطت مصر تحت حكم الرومان .

*******************
الأسكندر فرعون مصـــــر وأبن لـ زيوس / آمـــون

لم يكد الاسكندر يحط الرحال عند مصب الفرع الكانوبي في البحر الابيض المتوسط: حتي بدأ في تخطيط الأسكندرية مدينة جديدة تحمل اسمه، وتكون حلقة الوصل بين تجارة الشرق والغرب، ومن هناك استأنف المسير في الصحراء ليصل بعد عشرين يوما الي واحة آمون 'سيوة' ويلقي بنفسه في أحضان المعبود الذي شاعت شهرته انحاء العالم القديم واكتسب شهرة فائقة في الوحي لمن يقصده ، ولا يضن بالنصح لمن يشعرون بالحاجة الي النصح المقدس، وكانت شهرة آمون سيوة بين الاغريق أضعاف شهرته بين المصريين. لدرجة ان الاغريق قرنوا بينه وبين كبير الآلهة عندهم 'زيوس' فصار اسم معبود سيوة 'زيوس آمون'

ولم يكن هو أول من يغزو مصر ليكون هدفه زيارة معبد آمون فى واحه سيوة فقد عرض الملك الفارس 'قمبيز حياته للضياع في البيداء حدث هذا ' قبل قرنين من الفتح المقدوني. أما الأسكندر كان رب أرباب المصريين 'آمون' أكثر تأثيراً فى الواحات عن يذهب الي طيبة 'الأقصر' المركزالروحي لعبادة آمون، كان يستطيع وهو في 'منف' أن يذهب الي طيبة بدلا من اختراق الصحراء، وكأن الآلهة المصرية لا ترضى بتتويج شخص مصرى ليكون ملكاً على المصريين فأبادهم الإله آمون .
أسطورة شعبية 'هيراقليس' و'برسيوس' سبب الزيارة
والاله آمون في واحة سيوة لم يكن له شأن يذكر في العهد المتأخر من تاريخ مصر، إلي أن جاء الملك 'أوكوريس' واعاد من جديد عبادة هذا الاله، واعطاه طابعا مصريا بعد ان توطدت العلاقات بين مصر واليونان.
ولما كان هذا المعبد يقع في الطريق الي مستعمرة 'قورينة'، وهي برقة حاليا، وتقع علي الساحل الافريقي قبالة بلاد اليونان فقد أصبح بمضى الزمن إلاهاً من آلهة الأغريق .. ومن هنا اكتسب المعبد أهميته من موقعه، فصار قبلة الملوك والشعراء من الأغريق وغيرهم. ومن المؤكد ان الاسكندر سمع منذ الصغر عن الأسطورة الشعبية للبطلين 'هيراقليس' و'برسيوس' وقد اكتسب كل منهما صفة الشجاعة، لانهما كان يذهبان الي آمون سيوة يطلبان منه النصح قبل أن يقدما علي أعمالهما الخارقة.. ويقول 'كلثنيس' مؤرخ الاسكندر أن ذكري هذين البطلين كانت احد الأسباب القوية التي حملت الاسكندري علي أن يقدم علي هذه الرحلة تأسيا بقصة البطلين الاغريقيين، ولكي يتخذ من وحي آمون قوة دافعة الي الاستمرار في حملته العسكرية نحو الشرق.
الاسكندر أبن من أبناء الآلهة !!
من المعروف تاريخياً أن الأسكندر أبيه 'فيليب' ولكن أعتادت النساء فى العصور الوثنية أن تعطى لأولادهن قوة سمائية فقد سمع من أمه 'أولمبياس' أن الاله 'زيوس' تخفي في صورة أفعي، وخالطها، فكان الاسكندر ثمرة اللقاء، فأراد التثبت من هذا الادعاء من خلال وحي آمون.
والمفكر إسماعيل مظهر في كتابة 'مصر في قيصرية الاسكندر' قال : " كان من الطبيعي أن تلفت شخصية الاسكندر الأنظار إليه بعد أن استطاع بغزواته وحروبه أن يهز أرجاء العالم القديم،لهذا نجد أن أسطورة الاسكندر قد كتبت وذاعت في كل لغات الدنيا القديمة من الهند الي بحر الظلمات، وتضمنت قصصا خرافية أصلها بابلي.. وجمعت بين الأسطورة والتاريخ. ففي النسخة الفارسية نص علي أن الاسكندر ابن 'دارا' ملك الفرس، ثم انتقل بعد ذلك فصار نبيا يعمل علي هدم الاصنام وتقويض الوثنية، "
وقد نقلت هذه الخرافة إلي اوربا ويروي الجزء الأول منها مولد الاسكندر ومخاطراته في شبابه، وفيه أن خطر الاسكندر وقدره العظيم إنما يعودان إلي أن اباه الحقيقي هو 'نخنتبو' آخر ملوك مصر الفراعنة الذي طرده الفرس من بلاده، وكان من كبار السحرة بحيث يستطيع أن يجعل من الشمع صورا لجيوش أعدائه وأساطيلهم، ويستطيع بسحره أن يوجه حركاتهم كيفما يشاء، فلما طرد هرب الي مقدونيا.. فاستقدمته 'أولمبياس' أم الاسكندر، وكانت عاقرا، فوعدها بأن 'زيوس­آمون' سوف يزورها متقمصا صورة أفعوان، ثم استخفي 'نختنبو' في هذه الصورة، وخالطها، فولدت الاسكندر، وحينئذ أكل الشك صدر زوجها الملك فيليب، ولم يؤمن بصحة ما سمع، إلا بعد أن تجلي له الأفعوان مرة أخري.. واشيعت بنوة الاسكندر للإلهين العظيمين.
يصف 'كلثنيس' المؤرخ الذي صحب الاسكندر الي الهيكل: لم يؤذن لغير الملك بالدخول الي المعبد في ثيابه العادية، اما البطاقنة فأمروا بتبديل ثيابهم، ووقف الجميع في الخارج يستمعون الوحي، ماعدا الاسكندر فانه دخل المحراب، وكان أول سؤال للاسكندر: هل الاله أبوه سوف يهبه حكم الأرض جميعا، فكان الجواب: نعم سيتحقق لك هذا، وكان السؤال الثاني عما اذا الذين اشتركوا في قتل ابيه فيليب قد عوقبوا؟ فيصيح المتكلم: ان هذا السؤال كفر لأن الاله أباه لا يمكن أن يؤذي.

************************************

شيد الإسكندر الأكبر مدينة الإسكندرية فى عام 331 قبل الميلاد لتحل محل قرية الصيد القديمة المعروفة بـ"راكوتيس". وقد أسند الإسكندر الأكبر إلى المهندس اليونانى دينوكراتيس مهمة تخطيط المدينة.
وتقع الإسكندرية فى الطرف الغربى لدلتا النيل على الشريط الرملى الذى يفصل بحيرة مريوط عن البحر المتوسط. وقد تم اختيار هذا الموقع لقربة من بحيرة مريوط وأرض الفراعنة. ويتصل النيل بالبحيرة من خلال قناة كما يوجد طريق جانبى يصل الشاطئ بالجزيرة.
وتشتهر مدينة الإسكندرية بمكتبتها العريقة، ومتحفها، والسرابيوم أو المعبد وعمود بومبى والمقابر المنحوتة فى الصخر.

************************************

لعثور على تمثال للاسكندر الأكبر بالإسكندرية

أزاح محافظ الإسكندرية اللواء عادل لبيب الستار عن كشف اثري جديد للبعثة اليونانية حيث رجح علماء الآثار انه تمثال " للاسكندر للأكبر" عثر عليه أثناء أعمال الحفائر بحديقة الشلالات بوسط المدينة . وقالت رئيسة البعثة اليونانية " كليوبى بابا كوستا " خلال الحفل الذي أقيم مساء 7 / 10 / 2009، بمتحف الإسكندرية القومي - أن التمثال يعد كشفا نادرا فهو قطعة رئيسية تعود للعصر البطلمي وتمثل مدرسة فنية هامة ترجع إلى العصر الهيلينستى لنحت التماثيل كما انه بداية لرحلة طويلة من العمل والبحث عن مقبرة " الاسكندر الأكبر" . ومن ناحية أخرى بعث محافظ مدينة " أتينا " اليونانية " نيكتيا كلامانيس " ببرقية شكر لمحافظ الإسكندرية والمجلس الأعلى للآثار: قال فيها " إن مدينة الإسكندرية تعد منبع الثقافات والعلم بالعالم اجمع مشيرا إلى قوة العلاقات التي تربط بينها وبين اليونان مدللا بهذا الكشف الجديد والتبادل الثقافي والتعاون في مجال البعثات الأثرية . وأشار مستشار الأمين العام للآثار " أحمد عبد الفتاح إلى " أن الكشف يمثل تمثال يوناني يحمل ملامح الاسكندر الأكبر كما انه يثير جدلا بين العلماء والأثريين الذين يؤكد بعضهم انه يعود للاسكندر الأكبر بينما يرى البعض الآخر انه شخصية ملكية تحتاج لمزيد من الدراسة . وأكد أهمية هذا الكشف لأنه أول تمثال يعثر عليه بحدائق الشلالات وهى " حدائق الحي الملكي " كما انه يحتفظ بالرأس ونادرا ما يتم العثور على تمثال محتفظا برأسه حيث اعتاد السرقة كسر الرأس وبيعها كما أن التمثال بملامحه يعود لمدرسة النحات "ليسبوس " في العصر الهيليستنى الذي تخصص في نحت تماثيل للاسكندر الأكبر . ومن جانبه قال اللواء " إيهاب فاروق " إن هذا الكشف تتمثل يعتبر بداية لمزيد من الاكتشافات في المنطقة والعثور على العديد من آثار العصر البطلمي في الإسكندرية ,كما انه نتيجة جهود تعود بدأت منذ خمس سنوات للبحث عن مقبرة الاسكندر الأكبر ووجهه الشكر لمحافظ الإسكندرية و متحف الإسكندرية القومي برئاسة الدكتور إبراهيم درويش . الخميس, 08 اكتوبر 2009 موقع الهيئة العامة للأستعلامات
...تابع القراءة

PostHeaderIcon القائد صلاح الدين الأيوبى

صلاح الدين الأيوبي

يا صلاح الدين.. أيها القائد العظيم.. لقد بعثك الله إلينا لتخَلِّص المسلمين من الذل والهوان.. لتعيد إليهم عِزَّتهم وكرامتهم المسلوبة.. ولتعلِّمهم أن النصر لا يتم إلا بالإيمان بالله ورسوله، وأَنَّ راياتِ الإسلام لن تُرفَع ماداموا متفرقين غير معتصمين بحبل الله.
في سنة 492هـ استولى الصليبيون على بيت المقدس، فقتلوا الأطفال واغتصبوا النساء ومثلوا بالشيوخ، وهدموا المساجد، وأحرقوا البيوت، وذبحوا الآلاف من شباب المسلمين الأبرياء، واقتحموا المسجد الأقصى، وقتلوا كل من احتمى به من
المسلمين، فقتلوا أكثر من سبعين ألفًا من أئمة المسلمين وعلمائهم وعُبَّادهم وزهادهم ممن فارقوا الأوطان، وجاوروا ذلك الموضع الشريف، ليحتموا به ظنًّا منهم أن الصليبيين لن يقتحموا الأماكن المقدسة.
وبعد هذه المذبحة الوحشية التي حدثت في المسجد الأقصى، أمروا الأسرى فغسلوا شوارع المدينة الملطخة بدماء المسلمين، ودموعهم تنهمر من أعينهم، وظل المسلمون ينتظرون مجاهدًا من مجاهدي الإسلام ينقذ بيت المقدس من أيدي الصليبيين، وبعد حوالي 40 سنة من الزمان، وفي سنة 532هـ ولد صلاح الدين يوسف بن أيوب من أسرة كردية عريقة الأصل، في بلدة صغيرة من بلاد العراق تسمى (تكريت) وتولِّى والده ولاية (تكريت) في نفس الليلة التي وُلِد فيها صلاح الدين؛ لإخلاصه لـ(عماد الدين زنكي) أتابك الموصل.
رحلت أسرة صلاح الدين إلى الموصل، واستقرت بها، وفيها نشأ صلاح الدين ينعم بخيراتها، ولما وصل إلى سن البلوغ، أرسله والده إلى مدرسة المدينة، فتعلم القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم، وكان صلاح الدين معروفًا بين زملائه بالذكاء الشديد، وهدوء الطبع، وحبه الشديد للمطالعة ودراسة الكتب، ولم يَنْسَ أبوه أن يعلمه الفروسية، ويدربه على استعمال أدوات الحرب، وفنون القتال، فأظهر فيها مهارة حربية كبيرة، أدهشت والده وزملاءه.
كان صلاح الدين يقرأ ويستمع إلى سِيَرِ قادة الحروب من المسلمين الذين يجاهدون في سبيل الله، ويتمني أن يكون واحدًا منهم لينقذ المسلمين من بطش
الصليبيين، استجاب الله سبحانه وتعالى دعاءه؛ عندما صحب عمه (أسد الدين شيركوه) على رأس حملة أرسلها (نور الدين محمود) وهو ابن عماد الدين زنكي إلى مصر لحمايتها من أطماع الصليبيين، وأظهر صلاح الدين من الشجاعة والثبات والبأس ما أدهش القادة، وتمَّ النصر لجيش عمه (شيركوه) الذي عينه الخليفة الفاطمي (العاضد) وزيرًا له، وأقام صلاح الدين مع عمه في القاهرة.
وشاءت الأقدار أن يموت (شيركوه) في مارس سنة 1169م، فاختار الخليفة الفاطمي صلاح الدين وزيرًا له بدلاً من عمه وهو في الحادية والثلاثين من عمره، فنشر صلاح الدين العدل بين الناس، وتقرَّب إلى الشعب المصري، يعطف على المساكين، ويساعد الفقراء، حتى أحبوه وأعجبوا بشخصيته.
ولما مات الخليفة الفاطمي تولى صلاح الدين حكم مصر، وثبت ملكه؛ فقضى على عناصر الخيانة فيها، وتخلص من القوى التي هددت سلطانه، ونجح في إزالة الخلاف المذهبي بين المسلمين عن طريق القضاء على الخلافة الفاطمية الشيعية ونشر المذهب السني، ورأى صلاح الدين أن الفرصة قد جاءته ليحقق ما كان يتمناه من إنقاذ المسلمين ورد اعتبارهم، وطرد الصليبيين من بيت المقدس، فأعد جيشًا قويًّا، كامل الأسلحة، كثير العدد، ثم قاد الجيش بنفسه، وسار إلى البلاد الخاضعة للصليبيين وأخذ يحررها واحدة بعد أخرى حتى وصل إلى بيت المقدس، فضرب حوله الحصار؛ مما اضطر الصليبيين إلى تسليم المدينة له.
ودخل جيش صلاح الدين بيت المقدس سنة (583هـ- 1188م) تقريبًا، ظافرًا منتصرًا، رافعًا رايات النصر والتوحيد، مكبرًا.. الله أكبر.. الله أكبر، لم يقتل طفلاً أو امرأة أو شيخًا كبيرًا، بل عاملهم بالرحمة والشفقة، وأطلق صلاح الدين سراح الشيوخ والضعفاء، ولم تنهب جيوشه بيتًا من البيوت أو تخرب زرعًا أو تقطع
شجرًا، وحينما جمعت غنائم الحرب وقسمت بين الجنود والقادة، تنازل صلاح الدين عن نصيبه للفقراء من المسيحيين، وجعل الأسرى الذي كانوا من حظِّه أحرارًا.
وبينما كان صلاح الدين سائرًا ذات يوم في بعض طرقات مدينة بيت المقدس قابله شيخ مسيحي كبير السن، يعلق صليبًا ذهبيًّا في رقبته وقال له: أيها القائد العظيم لقد كتب لك النصر على أعدائك، فلماذا لم تنتقم منهم، وتفعل معهم مثل ما فعلوا معك؟ فقد قتلوا نساءكم وأطفالكم وشيوخكم عندما غزوا بيت المقدس، فقال له صلاح الدين: أيها الشيخ.. يمنعني من ذلك ديني الذي يأمرني بالرحمة
بالضعفاء، ويحرم على قتل الأطفال والشيوخ والنساء، فقال له الشيخ: وهل دينكم يمنعكم من الانتقام من قوم أذاقوكم سوء العذاب؟ فأجابه صلاح الدين: نعم..إن ديننا يأمرنا بالعفو والإحسان، وأن نقابل السيئة بالحسنة، وأن نكون أوفياء
بعهودنا، وأن نصفح عند المقدرة عمن أذنب.. فقال الشيخ: نِعْمَ الدين دينكم وإني أحمد الله على أن هداني في أيامي الأخيرة إلى الدين الحق، ثم سأل: وماذا يفعل من يريد الدخول في دينكم؟ فأجابه صلاح الدين: يؤمن بأن الله واحد لا شريك له، وأن محمدًا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، ويفعل ما أمر الله به، ويبتعد عما نهى الله عنه، وأسلم الرجل وحسن إسلامه، وأسلم معه كثير من أبناء قومه.
وذات يوم كان صلاح الدين يتفقد أحوال جنده؛ فرأى امرأة من الصليبيين تبكي وتضرب على صدرها، فسألها عن قصتها، فقالت: دخل المسلمون في خيمتي وأخذوا ابنتي الصغيرة فنصحني الناس بأن أذهب إليك، وقالوا: إن السلطان صلاح الدين رجل رحيم، فدمعت عينا صلاح الدين، وأمر أحد الجنود أن يبحث عن الصغيرة وعمن اشتراها، ويدفع له ثمنها ويحضرها، فما مضت ساعة حتى وصل الفارس والصغيرة على كتفه، ففرحت الأم فرحًا شديدًا وشكرت صلاح الدين على مروءته وحسن صنيعه.
ولما علمت أوربا بانتصار القائد صلاح الدين ودخوله بيت المقدس جهزوا جيشًا كبيرًا من الفرسان البواسل والقادة الشجعان؛ لاسترداد بيت المقدس من يد
صلاح الدين، ووصلت الجيوش الصليبية إلى بلاد الشام تحت قيادة (ريتشارد قلب الأسد) الذي حاصر عكا ودخلها وغدر بأهلها بعد أن أمنهم، لكنه لم يستطع دخول بيت المقدس، وتحرك ريتشارد في نهاية أكتوبر عام 1191م من (يافا) قاصدًا بيت المقدس، ولكن صلاح الدين حصنها بنفسه، فتراجع ريتشارد وارتفعت الروح المعنوية لدى المسلمين، وتمَّ عقد صلح الرملة بين المسلمين والصليبيين، وكان من شروط الصلح وقف القتال بينهما لمدة ثلاث سنوات وثلاثة أشهر، ورجع ريتشارد إلى بلاده يجر أذيال الخيبة.
وبعد أن أتمَّ الله النصر للمسلمين، وخلص بيت المقدس من الصليبيين عاد صلاح الدين إلى مصر بعد أن طال غيابه عنها؛ فبنى المساجد والمدارس، وبنى قلعة فوق هضبة جبل المقطم، وبنى حول القاهرة سورًا عظيمًا من الحجر يحميها من مكائد الأعداء، ثم توجه صلاح الدين يتفقد القلاع والمواقع البحرية، وبعدها توجه إلى دمشق، مارًّا ببيت المقدس، وفي دمشق مرض صلاح الدين واشتد المرض عليه
ليلة الأربعاء السابع والعشرين من صفر سنة 589هـ، وبات في غيبوية طويلة لم يفق منها إلا نادرًا، فاستحضر أحد المقرئين ليقرأ عنده القرآن حتى وصل القارئ إلى قوله تعالى: لا إله إلا هو عليه توكلت.. تبسم وجه صلاح الدين، وتهلل وانتقلت روحه إلى رضوان الله، ودفن صلاح الدين في قلعة دمشق إلى أن شيدت له قبة ضريح في شمال (الكلاسة) شمالي جامع دمشق قرب المدرسة العزيزية التي بناها العزيز
عثمان بن صلاح الدين؛ فنقل إليها.
وقد كتب في سيرة صلاح الدين كثير من المؤرخين القدماء والمحدثين مثل: (النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية) لابن شداد، و(الناصر صلاح الدين) لسعيد عبد الفتاح عاشور
...تابع القراءة

PostHeaderIcon خريطة وطننا العربى

http://www.aljazeera.net/mritems/images/2001/8/31/1_52185_1_6.jpg
...تابع القراءة

PostHeaderIcon أهداف المواد الاجتماعية

أهداف تدريس المواد الاجتماعية
1- حصول الطالب على حقائق معلومات خاصة تساعده على إصدار أحكام سليمة منا سبة
وتساعد التلميذ على فهم ظواهر المجتمع الذي يعيش فيه والصعوبات والمواقف التي تواجهها في حياته
2- دراسة المجتمع وأهدافه . فيبدأ الطلبة بدراسة البيئة المحلية ثم إبراز ظواهر مجتمعهم والعلاقات التي بين هذه الظواهر وحياته من ناحية وبينا وبين حياة الناس عامة من ناحية أخرى
3- تنمية الحاسة الاجتماعية والقدرة على السلوك الاجتماعي السليم أي إدراك الطالب بمحاسن المجتمع والإسهام في دعمها وزيادتها وإدراك عيوب ومشكلات المجتمع والإسهام في حدود قدرته في مواجهة هذه المشكلات وحلها .
4- تنمية روح الانتماء للوطن عند الطلبة وتدعيمها بالنظرة العالمية التي تقوي هذا الانتماء فعن طريق الدراسات الاجتماعية يقف الطالب على مصادر وطنه وما قام به في ميادين الحضارة .
5- تنمية صفات واتجاهات وعادات مرغوب فيها فعن طريق جمع المعلومات وقيام الطالب بأوجه النشاط المتنوع الفردي والجماعي الذي يتناسب مع نموهم وتحت إشراف المعلم فتنمو عندا لطالب صفات مرغوب فيها كالتعاون والمثابرة والثقة بالنفس .
أهداف تدريس المواد الاجتماعية في المرحلة الدراسية
ويقصد بها أهداف مجال المواد الاجتماعية في المرحلة الابتدائية أو المرحلة المتوسطة أو المرحلة الثانوية من التعليم العام بجميع صفوف المرحلة.
ويأتي ترتيب أهداف المواد الاجتماعية في المرحلة بعد أهداف المرحلة قبل أهداف المقررات الدراسية بالصف.وتستمد أهداف مجال المواد الاجتماعية في المرحلة أساسا من مصدرين أولهما أهداف المرحلة والتي تعكس الأهداف العامة للتربية مع تكييفها بما يلاءم متطلبات النمو في المرحلة وثانيهما أهداف مناهج مجال المواد الاجتماعية في النظام التعليمي والتي تعكس طبيعة المجال ومدى ما يمكن أن يسهم به في تحقيق أهداف المرحلة.وقد نتناول مناهج المواد الاجتماعية فروع المادة في أسلوب تكاملي ( نظام الوحدات ) كما هو الأمر في المرحلة الابتدائية والمرحلة المتوسطة والصفين الأول والثاني من المرحلة الثانوية بالتعليم العام وجميع مراحل التعليم الديني وقد ينقسم المجال إلى عدة فروع شأن المواد الاجتماعية في الصفين الثالث والرابع الثانويين ( تاريخ ، جغرافيا ، اقتصاد ، اجتماع ، علم نفس ، فلسفة وأخلاق ومنطق ) وبالتالي يكون لكل فرع من الفروع أهدافه.وأهداف المجال في المرحلة تكون عادة أكثر تخصيصا من أهداف المجال في النظام التعليمي ككل حيث أنها ترتبط
بمتطلبات النمو لمرحلة معينة من العمر كما أنها تشير إلى نوع الخبرات التعليمية التي يكتسبها المتعلمون من خلال دراستهم لمناهج المواد الاجتماعية
...تابع القراءة

PostHeaderIcon التاريخ فى حياتنا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لما كان التاريخ مرآة الأمم ، يعكس ماضيها، ويترجم حاضرها ، وتستلهم من خلاله مستقبلها، كان من الأهمية بمكان الاهتمام به، والحفاظ عليه، ونقله إلى الأجيال نقلاً صحيحاً، بحيث يكون نبراساً وهادياً لهم في حاضرهم ومستقبلهم . فالشعوب التي لا تاريخ لها لا وجود لها، إذ به قوام الأمم ، تحيى بوجوده وتموت بانعدامه .

ونظراً لأهمية التاريخ في حياة الأمم، فقد لجأ أعداء هذه الأمة - فيما لجؤوا إليه- إلى تاريخ هذه الأمة، لتفريق جمعها، وتشتيت أمرها، وتهوين شأنها، فأدخلوا فيه ما أفسد كثيراً من الحقائق، وقلب كثيراً من الوقائع، وأقاموا تاريخاً يوافق أغراضهم، ويخدم مآربهم، ويحقق ما يصبون إليه.

وهذا المقال سيكون بمثابة مدخل بسيط لهذا الموضوع نقصر القول فيه على بيان أهمية التاريخ في حياة الأمم عموماً وحياة المسلمين خصوصاً فنقول :

1- التاريخ يعين على معرفة المتعاصرين من الناس، ويسهم في تحديد الصواب من الخطأ حال تشابه الأسماء والاشتراك فيها.

2- التاريخ الموثق يُمكِّن من معرفة حقائق الأحداث والوقائع ومدى صدقها ، كما حصل في كتاب أشاعه اليهود أن النبي صلى الله عليه وسلم أسقط فيه الجزية عن أهل خيبر، وفيه شهادة معاوية و سعد بن معاذ ، وعند التحقيق والتدقيق يتبين لنا أن معاوية أسلم بعد الفتح، و سعد قد مات يوم بني قريظة، قبل خيبر بسنتين، وبهذا نعلم عدم مصداقية هذا الخبر.

3- التاريخ يعين على معرفة تاريخ الرواة، من جهة وقت الطلب واللقاء، والرحلة في طلب العلم، والاختلاط والتغير، وسنة الوفاة، وحال الراوي من جهة الصدق والعدالة.

4- التاريخ له أهمية في معرفة الناسخ والمنسوخ، إذ عن طريقه، ومن خلاله يعلم الخبر المتقدم من المتأخر.

5- التاريخ تُعرف به الأحداث والوقائع وتاريخ وقوعها، وما صاحبها من تغيرات ومجريات.

6- التاريخ يعين على معرفة حال الأمم والشعوب، من حيث القوة والضعف، والعلم والجهل، والنشاط والركود، ونحو ذلك من صفات الأمم وأحوالها.

7- التاريخ الإسلامي صورة حية للواقع الذي طُبق فيه الإسلام، وبمعرفته نقف على الجوانب المشرقة في تاريخنا فنقتفي أثرها، ونقف أيضاً على الجوانب السلبية فيه فنحاول تجنبها والابتعاد عنها.

8- التاريخ فيه عظات وعبر، وآيات ودلائل، قال تعالى: { قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين } (الأنعام:11).

9- التاريخ فيه استلهام للمستقبل على ضوء السنن الربانية الثابتة التي لا تتغير ولا تتبدل ولا تحابي أحدا.

10- التاريخ فيه شحذ للهمم، وبعث للروح من جديد، وتنافس في الخير والصلاح والعطاء.

11- التاريخ يبرز القدوات الصالحة التي دخلت التاريخ من أوسع أبوابه، وتركت صفحات بيضاء ناصعة، لا تُنسى على مر الأيام والسنين.

12- ومن أهم ما تفيده دراسة التاريخ معرفة أخطاء السابقين، والحذر من المزالق التي تم الوقوع فيها عبر التاريخ، أخذاً بالهدي النبوي فيما يرويه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين ) متفق عليه.

تلك هي أبرز الجوانب التي تبين أهمية التاريخ ودراسته، سائلين الله التوفيق والسداد.
...تابع القراءة

PostHeaderIcon ام عطية الانصارية الصحابية الجليلة

--------------------------------------------------------------------------------

هي نسيبة بنت الحارث الأنصارية والتي تكنى ب “أم عطية”، وقد قامت بالكثير من الأعمال العظيمة من أجل خدمة الاسلام والمسلمين والرسول صلى الله عليه وسلم، واشتهرت بعلمها وحكمتها ورجاحة عقلها، وكان لها العديد من المواقف المشهودة في تاريخ الاسلام.

وتعد تلك الصحابية من كبريات نساء الصحابة، ويكاد يذكر التاريخ معلومات بسيطة عنها، غير ان تلك المعلومات تظهر الأثر الكبير لها، والدور الذي كانت تقوم به سواء في مجال الجهاد والمشاركة في المعارك العسكرية او في مجال العلم كراوية للحديث او الفقه في شرح العديد من المسائل المتعلقة بالنساء كما سمعتها من الرسول صلى الله عليه وسلم، وتروي كتب السيرة أن أم عطية الانصارية او نسيبة بنت الحارث، اسلمت مع السابقات من نساء الأنصار، وفي ساحات الوغى وتحت ظلال السيوف، كانت - رضي الله عنها - تسير في ركب الجيش الغازي، تروي ظمأ المجاهدين وتأسو جراحهم، وتعد طعامهم، واشتهرت بتغسيل الموتى في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم.

جهاد مع الرسول

وعن سيرة جهادها مع الرسول صلى الله عليه وسلم تقول الصحابية الجليلة أم عطية الانصارية (نسيبة بنت الحارث): “غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات فكنت أصنع لهم طعاما، وأخلفهم في رحالهم، وأداوي الجرحى وأقوم على المرضى”. ونفهم من ذلك أنه كان لهذه الصحابية دور كبير ومؤثر في المعارك العسكرية التي خاضها المسلمون ضد الكفر والمشركين وأهل الضلال، حيث إن أم عطية كانت تشارك في الجهاد، وكانت تقوم بأعمال التمريض واعداد الطعام للجنود، ولم تكتف بذلك بل كانت تقوم بدور الحارس الأمين على امتعة الجيش. ولم يتوقف دور تلك الصحابية الجليلة عند هذا الحد، بل انها كانت تقوم بتطبيب الجرحى وأيضا كانت تسهر على المرضى وتقوم بخدمتهم، ولا شك أن تلك الخدمات مهمة وجليلة في ميدان المعركة ولا يمكن الاستغناء عنها. وفي غزوة خيبر كانت أم عطية رضي الله عنها، من بين عشرين امرأة خرجن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يبتغين أجر الجهاد.

وكانت أم عطية شجاعة وقوية ومؤمنة ولديها القدرة على الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن الاسلام. وكانت مستعدة للتضحية بنفسها من أجل انتشار الدين الاسلامي في انحاء العالم كافة.

فهذه المرأة عرفت مبكرا حلاوة الاسلام والايمان، وقيمة الجهاد والاستشهاد في سبيل الله ورسوله، وكانت دائما مستعدة لتلبية نداء الحق من أجل الشهادة والفوز بالجنة. ولقد ضربت بكفاحها وجهادها وعملها وعلمها وفقهها وبلاغتها ابرز الامثال على أن الاسلام ارتقى بالمرأة وميزها ووضعها في شتى المجالات جنبا الى جنب مع الرجل.

40 حديثاً



وأم عطية هي التي غسلت زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم، فعندما ماتت زينب زوجة أبي العاص بن الربيع قال النبي صلى الله عليه وسلم لأم عطية الانصارية ومن معها: “غسلنها وترا ثلاثا أو خمسا، أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك واغسلنها بماء وسدر واجعلن في الآخرة كافورا -أو شيئا من كافور - وإذا فرغتن فآذنني”.

تقول نسيبة بنت الحارث: فآذناه، فألقى إلينا حقوه “إزاره”، وقال عليه الصلاة والسلام: “أشعرنها هذا”، وتقول أم عطية الانصارية: فضفرنا شعرها ثلاثة أثلاث، قرنيها وناصيتها، وألقينا خلفها مقدمتها.

ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما على عائشة فقال: “هل عندك من شيء؟” قالت عائشة رضي الله عنها: لا، الا شيء بعثت به الينا نسيبة “أم عطية الانصارية” من الشاة التي بعثت اليها من الصدقة. قال النبي عليه الصلاة والسلام: “انها قد بلغت محلها”.

وكانت أم عطية تغسل من مات من النساء في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، طلبا للمثوبة والاجر من الله عز وجل. وقد كانت الصحابية الجليلة رضي الله عنها فقيهة حافظة، ولها أربعون حديثا، منها في الصحيحين ستة، وانفرد البخاري بحديث ومسلم بحديث.

وقد أخرج أحاديثها أصحاب السنن الأربعة وروى عنها أنس بن مالك - رضي الله عنه - من الصحابة وروى عنها من التابعين محمد بن سيرين، وأخته حفصة بنت سيرين، وأم شراحبيل وعلي بن الأقمر، وعبدالملك بن عمير، وإسماعيل بن عبدالرحمن. ومن الأحاديث التي روتها ام عطية الأنصارية عن الرسول صلى الله عليه وسلم حديثها في غسل آنية النبي صلى الله عليه وسلم، وحديثها: “أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تخرج في العيدين العواتق وذوات الخدور”. وحديث “كنا لا نعد الكدرة والصفرة بعد الظهر شيئا”. وحديث “نهينا عن اتباع الجنائز”.

وعاشت الصحابية الجليلة أم عطية الانصارية (نسيبة بنت الحارث) الى حدود سنة سبعين من الهجرة، وقد انتقلت رضي الله عنها في آخر عمرها الى البصرة، واستفاد الناس من علمها وفقهها، فكان جماعة من الصحابة والتابعين يأخذون عنها غسل الميت. فرضي الله عن الصحابية الجليلة أم عطية الانصارية وعن المسلمين أجمعين.
منقول من جريدة الخليج
الإمارات
3-12-2004







التوقيع

...تابع القراءة

PostHeaderIcon أحداث فتنة إبن سبأ اليهودي و تأسيس الديانة الشيعية


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله ، ثم أما بعد :
-
.
واليوم نبدأ مشوارنا ومع دور هذا اليهودي في إشعال نار الفتنة على عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه ، كما وأحب أن أنبه أنه وأثناء الحديث قد لا نتطرق لذكر ابن سبأ في بعض الأحيان ، و هذا لا يعني أنه غير موجود أو أنه ليس له دور ، بل ثبت بالدليل الصحيح الصريح أن اليد الخفية التي كانت تدير المؤامرة و تحرك الفتنة ، هي يد ذلك اليهودي الخبيث عبد الله بن سبأ ، كما وأننا لن نتطرق أيضاً لذكر المآخذ التي أخذت على عثمان بزعم مثيري الفتنة ، و ذلك لأنه ليس هذا مجال ذكرها ، و لعل الله ييسر لنا كتابتها في مقال مستقل مع التعليق عليها إن شاء الله.
نشوء الفتنة :
بذور الفتنة : السبب الرئيسي ، رجل يقال له عبد الله بن سبأ : و شهرته ابن السوداء لأن أمه كانت سوداء من الحبشيات . و هو من صنعاء و كان يهودياً من يهود اليمن . أظهر الإسلام و باطنه الكفر ، ثم انتهج التشيع لعلي رضي الله عنه ، و هو الذي تنسب إليه فرقة السبئية الذين قالوا بألوهية علي و خبر إحراق علي بن أبي طالب رضي الله عنه لطائفة منهم تكشف عنه الروايات الصحيحة في كتب الصحاح و السنن و المساند . انظر: المحبَّر لابن حبيب ( ص308 ) . تاريخ الطبري (4/340) . و تاريخ دمشق لابن عساكر (29/3) و كتاب : ابن سبأ حقيقة لا خيال لسعدي مهدي الهاشمي ، و كتاب عبد الله بن سبأ و أثره في أحداث الفتنة في صدر الإسلام لسليمان العودة ، و مقال حقيقة ابن السوداء في جريدة المسلمون للدكتور سليمان العودة ، العدد (652-653) . و خبر إحراقهم عند : أبو داود في سننه (4/520) و النسائي (7/104) و الحاكم في المستدرك (3/538-539) و صححه الألباني في صحيح أبي داود (3/822) .
فلما رأى هذا الرجل أن أمر الإسلام بدأ ينتشر بهذه الصورة و بدأ يظهر ، رأى أن هذا الأمر ليس له إلا فتنة من داخله ، و كان بمنتهى الخبث ، فأول ما بدأ ، بدأ بالمدينة ، و كانت المدينة يومها ملأى بالعلماء ، فدُحر بالعلم ، كلما رمى شبهة رُد عليها ، فمن شبهه أنه أظهر بعض العقائد اليهودية ، مثل القول بالرجعة ؛ أي رجعة الرسول صلى الله عليه وسلم و استدل بقوله تعالى :{ إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد} (القصص 85) ، و ذكر تعجبه للناس ممن يصدق برجعة عيسى عليه السلام و يكذب برجعة محمد صلى الله عليه وسلم ، و ما كان قوله هذا إلا وسيلة للوصول إلى ما هو أكبر من ذلك ، حيث قال بعد ذلك برجعة علي رضي الله عنه و أنه سيملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً ، و هكذا . انظر : عبد الله بن سبأ و دوره في أحداث الفتنة في صدر الإسلام لسليمان العودة (ص208) ، واستشهاد عثمان و وقعة الجمل لخالد الغيث ( ص 70-86 ) .
و للرد عليهم أشير إلى أن الآية التي استدل بها السبئية دليل عليهم ، و قد نقل ابن كثير في تفسيره (3/345) ، أقوال العلماء في ذلك ، فمنهم من يقول : رادك يوم القيامة فيسألك عما استرعاه من أعيان أعباء النبوة . و منهم من يقول : رادك إلى الجنة ، أو إلى الموت ، أو إلى مكة . و قد أورد البخاري عن ابن عباس القول بالرد إلى مكة . البخاري مع الفتح (8/369) و الطبري في التفسير (10/80-81) .
و قد سأل عاصم بن ضمرة (ت74هـ ) الحسن بن علي فيما يزعمه الشيعة بأن علياً رضي الله عنه سيرجع ، فقال : كذب أولئك الكذّابون ، لو علمنا ذلك ما تزوج نساؤه و لا قسمنا ميراثه . المسند (1/148) .
و في الطبقات لابن سعد (3/39) . ورد ذكر السبئية و أفكار زعيمها و إن كان لا يشر إلى ابن سبأ بالاسم ، فعن عمرو ابن الأصم قال : ( قيل للحسن بن علي : إن ناساً من شيعة أبي الحسن علي رضي الله عنه يزعمون أنه دابة الأرض و أنه سيبعث قبل يوم القيامة ، فقال : كذبوا ليس أولئك شيعته ، أولئك أعداؤه لو علمنا ذلك ما قسمنا ميراثه و لا أنكحنا نساءه .
ومن أقوال ابن سبأ أيضاً القول بالوصية و الإمامة . يقول الشهرستاني في الملل و النحل (1/174) : إن ابن سبأ هو أول من أظهر القول بالنص بإمامة علي .
ويذكر شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (4/435) : أن أصل الرفض من المنافقين الزنادقة ، فإنه ابتدعه ابن سبأ الزنديق و أظهر الغلو في علي بدعوى الإمامة و النص عليه ، و ادّعى العصمة له .
و في خطط المقريزي (2/356-357) : أن عبد الله بن سبأ قام في زمن علي رضي الله عنه مُحدِثاً القول بالوصية و الرجعة و التناسخ .
و من المحدثين الشيعة الذين ذكروا فكرة الوصي ، محمد بن يعقوب الكليني (ت329هـ) في كتابه الكافي في الأصول ، حيث أورد النص التالي : ولاية علي مكتوبة في جميع صحف الأنبياء ، و لن يبعث الله رسولاً إلا بنبوة محمد صلى الله عليه و آله ، و وصية علي عليه السلام . أنظر : السنة و الشيعة لإحسان إلهي ظهير (ص54 ) .
و هذا الغلو في علي بن أبي طالب رضي الله عنه يعد مصداقاً لما جاء في كتاب السنة لابن أبي عاصم بسند صحيح على شرط الشيخين (2/476-477) ، حيث أخرج من طريق علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال : ليحبني قوم حتى يدخلوا النار فيِّ ، و ليبغضني قوم حتى يدخلوا النار في بغضي . وقد علق الشيخ الألباني على هذا الحديث قائلاً : و اعلم أن هذا الحديث موقوف على علي بن أبي طالب ، و لكنه في حكم المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأنه من الغيب الذي لا يعرف بالرأي .
و خلاصة ما جاء به ابن سبأ ، أنه أتى بمقدمات صادقة و بنى عليها مبادئ فاسدة راجت لدى السذّج و الغلاة و أصحاب الأهواء من الناس ، و قد طرق باب القرآن يتأوّله على زعمه الفاسد ، كما سلك طريق القياس الفاسد في ادعاء إثبات الوصية لعلي رضي الله عنه بقوله : إنه كان ألف نبي ، و لكل نبي وصي ، و كان علي وصي محمد ثم قال : محمد خاتم الأنبياء و علي خاتم الأوصياء . تاريخ الطبري ( 4/340) من طريق سيف بن عمر .
هنا ابن سبأ لما لم يستطع أن يكسب شخصاً واحداً توجه نحو الشام ، و كانت الشام وقتها يحكمها معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ، فلما توجه إليها لم يستطع أن يكسب و لو رجلاً واحداً إلى صفه ، فترك الشام و توجه نحو الكوفة و إذ هي تموج بالفتن ، و مكاناً خصباً لبث شبهاته . لذلك كان عمر رضي الله عنه ولى عليها المغيرة بن شعبة رضي الله عنه ، حيث كان من أشد الناس ففي أيام عمر ما استطاعت أن تبرز في الكوفة فتنة ، و لما تولى عثمان الخلافة عزل المغيرة و عين بدلاً عنه سعيد بن العاص رضي الله عنه وكان من بني أمية ، فأهل الكوفة اعتبروا ذلك استغلالاً للمنصب ؛ فكثرت الفتن فيها ، فعبد الله بن سبأ وجد أرضاً خصبة للفتن، فاستطاع أن يجمع حوله جماعة ، ثم انتقل إلى البصرة فجمع فيها جماعة أخرى ، و كان عددهم على أقل تقدير عند المؤرخين ستمائة رجل ، و أقصاها ألف رجل ، ثم انتقل إلى مصر و استطاع أن يجمع ما بين ستمائة إلى الألف من الرجال . انظر : استشهاد عثمان و وقعة الجمل من مرويات سيف بن عمر لخالد الغيث (ص72-86) ، حيث أجاد الباحث في تحليل الموقف .
و استخدم ابن سبأ كذلك الأعراب ، فذهب إليهم و بدأ يثير عندهم الأكاذيب حول عثمان و يستدل على قوله بكتب مزيفة كتبها هو و أعوانه على ألسنة طلحة و الزبير و عائشة ، فيها التذمر على سياسة عثمان في الحكم ، فصار الأعراب و هم الذين لا يفقهون من دين الله الشيء الكثير ، يتأثرون بهذه الأكاذيب و يصدقونها فملئت قلوبهم على عثمان رضي الله عنه . استشهاد عثمان ( ص 87-99 ) .
بعد ذلك اتجه ابن سبأ إلى هدفه المرسوم ، و هو خروج الناس على الخليفة عثمان رضي الله عنه ، فصادف ذلك هوى في نفوس بعض القوم فقال لهم : إن عثمان أخذ الأمر بغير حق و هذا وصي الرسول صلى الله عليه وسلم ، فانهضوا في هذا الأمر فحركوه ، و ابدؤوا بالطعن في أمرائكم و أظهروا الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر تستميلوا الناس ، و ادعوهم إلى هذا الأمر . تاريخ الطبري (4/341) ، من طريق سيف بن عمر .
و يظهر من هذا النص الأسلوب الذي اتبعه ابن سبأ ، فهو أراد أن يوقع في أعين الناس بين اثنين من الصحابة حيث جعل أحدهما مهضوم الحق و هو علي ، و جعل الثاني مغتصباً و هو عثمان .
ثم إنه أخذ يحضّ أتباعه على إرسال الكتب بأخبار سيئة مفجعة عن مِصرهم إلى بقية الأمصار ، فيتخيل أهل البصرة مثلاً أن حال أهل مصر أسوأ ما يكون من قبل واليهم ، و يتخيل أهل مصر أن حال أهل الكوفة أسوأ ما يكون من قبل واليهم ، و كان أهل المدينة يتلقّون الكتب من الأمصار بحالها و سوئها من أتباع ابن سبأ ، وهكذا يتخيل الناس في جميع الأمصار أن الحال من السوء مالا مزيد عليه ، و المستفيد من هذه الحال هم السبئية ، لأن تصديق ذلك من الناس يفيدهم في إشعال شرارة الفتنة داخل المجتمع الإسلامي . هذا و قد شعر عثمان رضي الله عنه بأن شيئاً ما يحاك في الأمصار و أن الأمة تمخض بشرّ فقال : والله إن رحى الفتنة لدائرة ، فطوبى لعثمان إن مات و لم يحركها . تاريخ الطبري (4/343) ، من طريق سيف بن عمر .
روى الترمذي عن ابن عمر قال : ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة فقال : يقتل هذا فيها مظلوماً - لعثمان بن عفان - صحيح سنن الترمذي (3/210) و أنظر: فضائل الصحابة للإمام أحمد (1/451) .
و روى الترمذي في سننه (5/628) و ابن ماجة عن كعب بن عجرة قال : ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة فقربها ، فمر رجل مقنع رأسه فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا يومئذ على الحق ، فوثبت فأخذت بضبعي عثمان ثم استقبلت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : هذا ؟ قال : هذا . المسند (4/242) و صحيح ابن ماجة (1/24-25) و صحيح سنن الترمذي (3/210) و فضائل الصحابة للإمام أحمد (1/450) .
و الذي حصل أن أهل الفتنة أخذوا يتراسلون فيما بينهم ، فلما رأوا أن عددهم قد كثر تواعدوا على أن يلتقوا عند المدينة في شوال من سنة (35هـ) في صفة الحجاج ، فخرج أهل مصر في أربع رفاق على أربعة أمراء المقلّل يقول ستمائة و المكثر يقول ألف .. و لم يجترئوا أن يعلموا الناس بخروجهم إلى الحرب ، و إنما خرجوا كالحجاج و معهم ابن السوداء ..و خرج أهل الكوفة في عدد كعدد أهل مصر ، و كذا أهل البصرة ، و لما اقتربوا من المدينة شرعوا في تنفيذ مرحلة أخرى من خطتهم ، فقد اتفق أمرهم أن يبعثوا اثنين منهم ليطلعا على أخبار المدينة و يعرفا أحوال أهلها ، ذهب الرجلان فلقيا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم و علياً و طلحة و الزبير ، و قالا : إنما جئنا نستعفي عثمان من بعض عمالنا ، و استأذنا لرفاقهم بالدخول ، فأبى الصحابة ، و قال علي رضي الله عنه : لا آمركم بالإقدام على عثمان فإن أبيتم فبيض سيفرخ . الطبري (4/349-350) ، من طريق سيف بن عمر .
تظاهر القوم بالرجوع و هم يبطنون أمراً لا يعلمه الناس ، فوصلت الأنباء إلى أهل المدينة بانصراف أهل الفتنة فهدأ الناس ، و في الليل فوجئ أهل المدينة بأهل الفتنة يدخلون المدينة من كل مكان فتجمعوا في الشوارع و هم يكبرون ، فجاء علي بن أبي طالب و قال : ما شأنكم ؟ لماذا عدتم ؟ فرد عليه الغافقي بأن عثمان غدر بهم ، قال كيف ؟ قال : قبضنا على رسول و معه كتاب من عثمان يأمر فيه الأمراء بقتلنا ، فقال علي لأهل الكوفة و البصرة : و كيف علمتم بما لقي أهل مصر و قد سرتم مراحل ثم طويتم نحونا ، هذا والله أمر أبرم بالمدينة ، و كان أمر الكتاب الذي زوّر على لسان عثمان رضي الله عنه اتخذوه ذريعة ليستحلوا دمه و يحاصروه في داره إلى أن قتلوه رضي الله عنه . و فوق هذا كله فالثائرون يفصحون عن هدفهم ويقولون : ضعوه على ما شئتم ، لا حاجة لنا في هذا الرجل ليعتزلنا و نحن نعتزله . الطبري (4/351) ، من طريق سيف بن عمر .
و علاوة على ذلك هناك ما يؤكد تزوير هذا الكتاب ، إذ ليس هو الكتاب الوحيد الذي يزوّر على لسان الصحابة ، فهذه عائشة رضي الله عنها ، تُتهم بأنها كتبت إلى الناس تأمرهم بالخروج على عثمان فتنفي و تقول : لا والذي آمن به المؤمنون و كفر به الكافرون ما كتبت لهم سواداً في بياض حتى جلست مجلسي هذا . البداية والنهاية (7/195) و انظر ما رواه الطبري من استنكار كبار الصحابة أنفسهم لهذه الكتب في أصح الروايات (4/355) .
و ما تلك اليد الخفية التي كانت تخط وراء الستار لتوقع الفرقة بين المسلمين ، و تضع في سبيل ذلك الكتب على لسان الصحابة و تدبر مكيدة الكتاب المرسل إلى عامل عثمان على مصر ، و تستغل الأمور لتقع الفتنة بالفعل إلا يد ذلك اليهودي الخبيث و أتباعه ، فهم المحركون للفتنة .
حصار عثمان :
هنا استشار عثمان كبار الصحابة في أمر التخلي عن الخلافة لتهدأ الفتنة ، و كان المغيرة بن الأخنس قد أشار عليه بالخلع لئلا يقتله الخارجون عليه ، و قد سأل عثمان ابن عمر عن رأي المغيرة فنصحه بأن لا يخلع نفسه و قال له : فلا أرى لك أن تخلع قميصاً قمصكه الله فتكون سنة كلما كره قوم خليفتهم أو أميرهم قتلوه . طبقات ابن سعد (3/66) بإسناد صحيح و رجاله رجال الشيخين ، و تاريخ خليفة (ص170) بإسناد حسن .
و هناك بعض الروايات تفيد أن عثمان رضي الله عنه أرسل إلى الأمصار يطلب منهم العون بعد أن اشتد عليه التضييق و الحصار ، و هذا الخبر لا يصح منه شيء ، لأن منهج عثمان رضي الله عنه كان الصبر و الكف عن القتال امتثالاً لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم له ، و ذلك لحديث عائشة رضي الله عنها كما عند ابن أبي عاصم في السنة (2/561) قالت : لما كان يوم الدار قيل لعثمان : ألا تقاتل ؟ قال : قد عاهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم على عهد سأصبر عليه ، قالت عائشة : فكنا نرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إليه فيما يكون من أمره .
لهذا وضع مصلحة الرعية في المقام الأول ، فعندما عرض عليه معاوية أن يبعث إليه بجيش يقيم بين ظهراني أهل المدينة لنائبة إن نابت المدينة أو إياه قال رضي الله عنه : أنا لا أقتر على جيران رسول الله صلى الله عليه وسلم الأرزاق بجند يساكنهم ، و أضيّق على أهل الهجرة و النصرة ، فقال له معاوية : والله يا أمير المؤمنين لتغتالنّ أو لتغزينّ ، فقال عثمان : حسبي الله ونعم الوكيل . الطبري (4/345) . و حوصر عثمان بعدها في داره .
يقول ابن خلدون : إن الأمر في أوله خلافة ، و وازع كل أحد فيها من نفسه هو الدين و كانوا يؤثرونه على أمور دنياهم وإن أفضت إلى هلاكهم وحدهم دون الكافة ، فهذا عثمان لما حصر في داره جاءه الحسن و الحسين و عبد الله بن عمر و ابن جعفر و أمثالهم يريدون المدافعة عنه ، فأبى و منع سلّ السيوف بين المسلمين مخافة الفرقة ، و حفظاً للألفة التي بها حفظ الكلمة و لو أدّى إلى هلاكه . مقدمة ابن خلدون (ص207-208) .
و إلى جانب صبره و احتسابه و حفظاً لكيان الأمة من التمزق و الضياع وقف عثمان رضي الله عنه موقفاً آخر أشد صلابة ، و هو عدم إجابته الخارجين إلى خلع نفسه من الخلافة ؛ فلو أجابهم إلى ما يريدون لسنّ بذلك سنّة ، و هي كلما كره قوم أميرهم خلعوه ، و مما لاشك فيه أن هذا الصنيع من عثمان كان أعظم و أقوى ما يستطيع أن يفعله ، إذ لجأ إلى أهون الشرين و أخف الضررين ليدعم بهذا الفداء نظام الخلافة .
كان الخارجون عليه يطلبون منه ثلاثة أمور كما جاء ذلك عند ابن سعد في الطبقات (3/72-73) ، قال عثمان للأشتر : يا أشتر ما يريد الناس مني ؟ قال : ثلاث ليس لك من إحداهن بدّ ، قال : ما هن ؟ قال : يخيرونك بين أن تخلع لهم أمرهم ، فتقول هذا أمركم فاختاروا من شئتم ، و بين أن تقصّ من نفسك ، فإن أبيت هاتين فإن القوم قاتلوك . قال : أما ما من إحداهن بدّ ؟ قال : لا ، ما من إحداهن بدّ . قال : أما أن أخلع لهم أمرهم ، والله لأن أقدم فتضرب عنقي أحب إليّ من أن أخلع أمة محمد بعضها على بعض ، و أما أن أقص من نفسي فوالله لقد علمت أن صاحبي بين يديّ قد كان يعاقبان و ما يقوم بدّ من القصاص ، و أما أن تقتلوني فوالله لئن قتلتموني لا تحابّون بعدي أبداً و لا تصلون بعدي جميعاً أبداً و لا تقاتلون بعدي عدواً جميعاً أبداً .
و لهذا احتج عثمان رضي الله عنه على المحاصرين بقوله : إن وجدتم في كتاب الله - و في رواية - في الحق أن تضعوا رجليَّ في قيد فضعوها . تاريخ خليفة (ص171) و أحمد في فضائل الصحابة (1/492) قال المحقق : إسناده صحيح ، و انظر : الطبقات (3/69-70 ) بلفظ قريب .
و أخرج أحمد في فضائل الصحابة (1/464) و في المسند (1/63) و الترمذي في السنن (4/460-461) و ابن ماجة في السنن (2/847) و أبو داود في سننه (4/640-641) بإسناد حسن أن عثمان رضي الله عنه أشرف على الذين حصروه فقال : علام تقتلوني ! فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث ، رجل زنى بعد إحصانه فعليه الرجم ، أو قتل عمداً فعليه القود ، أو ارتد بعد إسلامه فعليه القتل . فوالله ما زنيت في جاهلية و لا إسلام ، ولا قتلت أحداً فأقيد نفسي منه ، ولا ارتدت منذ أسلمت و إني اشهد ألا إله إلا الله و أن محمداً عبده و رسوله ففيما تقتلوني ؟! .
و ثبت أن عثمان اتخذ موقفاً واضحاً حاسماً يتمثل في عدم المقاومة ، وأنه ألزم به الصحابة فقال : أعزم على كل من رأى عليه سمعاً و طاعة إلا كفّ يده و سلاحه ، فخرج كل من الحسن و الحسين و عبد الله بن عمر و أصر عبد الله بن الزبير على البقاء و معه مروان بن الحكم ، فلما طلب منه ابن الزبير أن يقاتل الخارجين ، قال عثمان : لا والله لا أقاتلهم أبداً . تاريخ خليفة (ص173-174) و مصنف ابن أبي شيبة (15/204) و طبقات ابن سعد (3/70) و كلهم بأسانيد صحيحة .
و ممن أراد القتال دفاعاً عن عثمان الصحابي أبو هريرة و كان متقلداً سيفه ، لكن عثمان لم يأذن له قائلاً : يا أبا هريرة أيسرك أن تقتل الناس جميعاً و إياي ؟ قال : لا ، قال : فإنك والله إن قاتلت رجلاً واحداً فكأنما قُتل الناس جميعاً . قال أبو هريرة : فرجعت و لم أقاتل . الطبقات لابن سعد (3/70) و تاريخ خليفة (ص173) و إسنادهما صحيح .
و استمر الحصار عليه رضي الله عنه حتى أنهم منعوا عنه الماء ، فوصل الخبر إلى أمهات المؤمنين فتحركت أم حبيبة رضي الله عنها و كانت من أقارب عثمان ، فأخذت الماء و جعلته تحت ثوبها ، و ركبت البغل و اتجهت نحو دار عثمان ، فدار بينها وبين أهل الفتنة كلام فقال الأشتر كذبت بل معك الماء و رفع الثوب فرأى الماء فغضب و شق الماء ، قال كنانة مولى صفية : كنت أقود بصفية لتردَّ عن عثمان فلقيها الأشتر فضرب وجه بغلتها حتى مالت فقالت : ردوني و لا يفضحني هذا الكلب . التاريخ الكبير للبخاري (7/237) و ابن سعد في الطبقات (8/128) بإسناد صحيح . و كذلك الطبري (4/385-386) .
و في رواية عند الإمام أحمد في فضائل الصحابة من طريق الحسن البصري قال : لما اشتد أمرهم يوم الدار ، قال : قالوا فمن ، فمن ؟ قال : فبعثوا إلى أم حبيبة فجاؤوا بها على بغلة بيضاء و ملحفة قد سترت ، فلما دنت من الباب قالوا : ما هذا ؟ قالوا : أم حبيبة ، قالوا : والله لا تدخل ، فردوها . فضائل الصحابة (1/492) .و قال المحقق إسناده صحيح .
و بعدها خرجت عائشة رضي الله عنه إلى مكة تريد الحج ، و هذا ما يؤيده ابن حجر من أن عائشة كانت بمكة عندما قتل عثمان رضي الله عنه . فتح الباري (13/38) .
و حدثت بعض المناوشات بين شباب الصحابة و الثوار فجرح خلالها بعض الصحابة أمثال الحسن بن علي و غيره ، و هذا الخبر يؤيده ما ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب (3/1387) ، و البخاري في التاريخ الكبير (7/237) ، عن كنانة مولى صفية بنت حيي بن أخطب قال : شهدت مقتل عثمان ، فأخرج من الدار أمامي أربعة من شبان قريش ملطخين بالدم محمولين ، كانوا يدرؤون عن عثمان رضي الله عنه : الحسن بن علي ، و عبد الله بن الزبير ، و محمد بن حاطب ، و مروان بن الحكم .
و تتضافر روايات ضعيفة للدلالة على أن عثمان و هو محصور في الدار بعث إلى علي يطلبه ، و أن علياً استجاب لأمره لكنه لم يتمكن من الوصول إلى الدار التي كان العارضون يطوقونها ، فقال علي للثّوار : يأيها الناس إن الذي تفعلون لا يشبه أمر المؤمنين و لا أمر الكافرين فلا تمنعوا عن هذا الرجل الماء و لا الطعام فإن الروم و فارس لتأسر و تطعم و تسقي ، و لكن لم يستطع أن يفعل شيئاً ، فحل عمامته السوداء التي كان يرتديها و رمى بها إلى رسول عثمان ، فحملها الرسول إلى عثمان فعلم عثمان أن علي حاول المساعدة لكنه لم يستطع . مصنف ابن أبي شيبة (15/209) بسند منقطع ، و طبقات ابن سعد (3/68-69) بسند منقطع ، و سند آخر منقطع مع تدليس حبيب بن أبي ثابت ، و الطبري (4/386) ، انظر : عصر الخلافة الراشدة لأكرم العمري ( ص427) .
يوم الدار .. و استمر الحصار على عثمان رضي الله عنه أياماً عديدة قدرها بعض المؤرخين بأنه من أواخر ذي القعدة إلى الثامن عشر من ذي الحجة سنة خمس و ثلاثين ، و كان خلالها في غاية الشجاعة و ضبط النفس رغم قسوة الظروف و رغم الحصار ، و لطالما كان يطل على المحاصرين و يخطب فيهم و يذكرهم بمواقفه لعلهم يلينون ، لكنهم لم يفعلوا .
و في يومٍ أشرف عثمان على القوم بعد أن طلبهم للاجتماع حول داره للحديث معهم ، روى الترمذي ، و النسائي من طريق ثمامة بن حَزْن القشيري قال : شهدت الدار حيث أشرف عليهم عثمان فقال : أنشدكم بالله و الإسلام هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَدِمَ المدينة و ليس بها ماء يستعذب غير بئر رومة فقال من يشتري بئر رومة يجعل دلوه فيها كدلاء المسلمين بخير له في الجنة ؟ فاشتريتها من صلب مالي ؟ قالوا : اللهم نعم . و زاد البخاري ، ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من جهز جيش العسرة فله الجنة ، فجهزته قالوا : اللهم نعم . و زاد الترمذي عن أبي إسحاق ، هل تعلمون أن حراء حين انتفض قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أثبت حراء فليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد ؟ قالوا : نعم ، و هل تعلمون أن المسجد ضاق بأهله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يشتري بقعة آل فلان فيزيدها في المسجد بخير منها في الجنة ؟ فاشتريتها من صلب مالي ، فأنتم اليوم تمنعوني أن أصلي فيها ؟ قالوا : نعم . و عند الدارقطني ، و هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجني ابنتيه واحدة بعد أخرى رضي بي و رضي عني ؟ قالوا : نعم . و عند الحاكم ، قال لطلحة : أتذكر إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم : أن عثمان رفيقي في الجنة ؟ قال : نعم . سنن الترمذي (5/627) و النسائي (6/233-236) و الدارقطني (4/197) و المستدرك (3/97) و الفتح (5/477-479) .
و قال أبو هريرة رضي الله عنه للذين حاصروا عثمان رضي الله عنه يوم الدار : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إنكم تلقون بعدي فتنة و اختلافاً ، أو قال : اختلافاً و فتنة ، فقال له قائل من الناس : فمن لنا يا رسول الله ؟ فقال : عليكم بالأمين و أصحابه ، و هو يشير إلى عثمان بذلك . أنظر : فضائل الصحابة للإمام أحمد (450-451) و قال المحقق إسناده صحيح .
عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه : وددت أن عندي بعض أصحابي ، قلنا : يا رسول الله ألا ندعو لك أبا بكر ؟ فسكت . قلنا : ألا ندعو لك عمر ؟ فسكت . قلنا : ألا ندعو لك عثمان ؟ قال نعم . فجاء فخلا به ، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يكلمه ، و وجه عثمان يتغير . أنظر : صحيح سنن ابن ماجة (1/25) و قال الألباني إسناده صحيح .
و عن عائشة رضي الله عنها قالت : لما كان يوم الدار قيل لعثمان : ألا تقاتل ؟ قال : قد عاهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم على عهد سأصبر عليه . قالت عائشة : فكنا نرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إليه فيما يكون من أمره . أنظر : كتاب السنة لابن أبي عاصم (2/561) و قال الألباني إسناده صحيح .
و كان أهل الفتنة أثناء حصارهم لعثمان في داره و منعه من الصلاة بالناس ، هم الذين يصلون بهم ، و كان الذي يصلي بالناس الغافقي بن حرب .
أخرج البخاري في صحيحه عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن خيار : أنه دخل على عثمان و هو محصور فقال : إنك إمام عامة ، و نزل بك ما نرى و يصلي لنا إمام فتنة و نتحرج ، فقال : الصلاة أحسن ما يعمل الناس ، فإذا أحسن الناس فأحسن معهم ، و إذا أساءوا فاجتنب إساءتهم . البخاري مع الفتح (2/221) .
مقتل عثمان :
و قبيل مقتله يرى عثمان رضي الله عنه في المنام اقتراب أجله فيستسلم لأمر الله ؛ روى الحاكم بإسناد صحيح إلى ابن عمر رضي الله عنهما أن عثمان أصبح يحدث الناس قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال : يا عثمان ! أفطر عندنا ، فأصبح صائماً و قتل من يومه . المستدرك (3/ 99) و قال هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه ، و وافقه الذهبي و رواه أحمد في فضائل الصحابة من طريق آخر (1/497) قال المحقق : إسناده حسن ، و ورد بلفظ آخر عند ابن حجر في المطالب العالية (4/291) قال المحقق : قال البوصيري رواه البزار و أبو يعلى و الحاكم و قال : صحيح الإسناد ، و ذكره الهيثمي في المجمع (7/232) و صححه الحاكم في المستدرك (3/103) و ذكره ابن سعد في الطبقات(3/75) .
أخرج خليفة بن خياط في تاريخه ( ص 174) بسند رجاله ثقات إلى أبي سعيد مولى أبي أسيد قال : فتح عثمان الباب و وضع المصحف بين يديه ، فدخل عليه رجل فقال : بيني و بينك كتاب الله ، فخرج وتركه ، ثم دخل عليه آخر فقال : بيني و بينك كتاب الله ، فأهوى إليه بالسيف ، فاتقاه بيده فقطعها ، فلا أدري أبانها أم قطعها و لم يبنها ، فقال والله إنها لأول كف خطت المفصّل .
هذا ما ورد عن كيفية دخول الثوار على عثمان رضي الله عنه . و يتسور الخوارج عليه داره و تتوزع سيوفهم دماءه الطاهرة ، فأخذ الغافقي حديدة و نزل بها على عثمان رضي الله عنه فضربه بها و رَكَسَ المصحف برجله فطار المصحف و استدار و رجع في حضن عثمان و سال الدم فنزل عند قوله تعالى :{ فسيكفيكهم الله } ( البقرة 138) ، هنا أرادت نائلة زوجة عثمان أن تحميه فرفع سودان السيف يريد أن يضرب عثمان فوضعت يدها لتحميه فقطع أصابعها فولت صارخة تطلب النجدة فضربها في مؤخرتها ، و ضرب عثمان على كتفه فشقه ثم نزل عليه بخنجر فضربه تسع ضربات و هو يقول : ثلاث لله و ست لما في الصدور ، ثم قام قتيرة فوقف عليه بالسيف ثم اتكأ على السيف فأدخله في صدره ثم قام أشقاهم و أخذ يقفز على صدره حتى كسّر أضلاعه ، هنا قام غلمان عثمان بالدفاع عنه و استطاعوا أن يقتلوا كل من سودان و قتيرة ، لكن أهل الفتنة قتلوا الغلمان جميعاً و تركوا جثثهم داخل الدار ، ثم قام جماعة من الصحابة و ذهبوا إلى داره و خرجوا به و دفنوه رضي الله عنه بليل في حش كوكب ، وكانت مقبرة لليهود فاشتراها عثمان ، و هي في ظهر البقيع فدفن فيها و لم يدفن في البقيع لعدم إذن أهل الفتنة ، ثم إنه في عهد معاوية وسع البقيع و أدخل فيه المكان فصار قبر عثمان داخل البقيع . معجم البلدان (2/262) ، انظر هذا الخبر في الطبري (4/412) . و انظر خبر دمه على المصحف في فضائل الصحابة عند أحمد (1/470-473) بإسناد صحيح و تاريخ خليفة (ص188-190) و المطالب العالية (4/286) و موارد الظمآن (7/128) .
و يكشف أيضاً عن مقاصد القوم ما ذكره ابن كثير في البداية (7/189) : من أن الخوارج نادى بعضهم بعضاً بعد مقتل عثمان بالسطو على بيت المال ، فسمعهم خزنة بيت المال فقالوا يا قوم النجا ! النجا فإن هؤلاء القوم لم يصدقوا فيما قالوا من أن قصدهم قيام الحق و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و غير ذلك مما ادّعوا أنهم قاموا لأجله ، و كذبوا إنما قصدهم الدنيا . فأخذوا ما به من أموال ثم سطوا على دار عثمان و أخذوا ما به حتى إن أحدهم أخذ العباءة التي كانت على نائلة . تاريخ الطبري (4/391) .
فكانت هذه هي البلوى التي بشره النبي صلى الله عليه وسلم و التي يقتل فيها مظلوماً ، فقد روى البخاري في صحيحه عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل حائطاً ، فجاء رجل يستأذن فقال : ائذن له و بشره بالجنة ، فإذا هو أبو بكر ، ثم جاء آخر يستأذن فقال : ائذن له و بشره بالجنة فإذا هو عمر ، ثم جاء آخر يستأذن ، فسكت هنيهة ثم قال : ائذن له و بشره بالجنة على بلوى تصيبه ، فإذا هو عثمان . و يعقب ابن حجر على ذلك بقوله : إن النبي صلى الله عليه وسلم أشار بالبلوى المذكورة إلى ما أصاب عثمان في آخر خلافته من الشهادة يوم الدار . الفتح (7/38) و (13/55) . و الحديث موجود في البخاري (7/65) و رواه الإمام مسلم في صحيحه برقم ( 6162) و ( 6164) .
فائدة.. قال ابن بطال : إنما خص عثمان بذكر البلاء مع أن عمر قتل أيضاً لكون عمر لم يمتحن بمثل ما امتحن عثمان من تسلط القوم الذين أرادوا منه أن ينخلع من الإمامة بسبب ما نسبوه إليه من الجور و الظلم مع تنصله من ذلك ، و اعتذاره عن كل ما أوردوه عليه ، ثم هجومهم عليه في داره و هتكهم ستر أهله ، و كل ذلك زيادة على قتله . فتح الباري : (13/55) .
و قد اختلفت الروايات في تعيين قاتله على الصحيح ، لكن هذا ليس مهماً لأن المشارك كالقاتل و المتسبب كالمباشر ، و إنما المهم هو التعرّف على هوية قاتليه ، فهم غوغاء من الأمصار كما وصفهم الزبير رضي الله عنه ، و هم نزّاع القبائل كما تقول عائشة ، انظر : الطبري (4/461-462) . و هم حثالة الناس متفقون على الشر كما يصفهم ابن سعد في طبقاته (3/71) . و هم خوارج مفسدون و ضالون باغون كما ينعتهم ابن تيمية في منهاج السنة (6/297) .
هذا بالنسبة لمن شارك في الفتنة ، أما بالنسبة لمن تولى قتل عثمان بنفسه فإني أشارك أخي الدكتور خالد الغيث فيما ذهب إليه من كون ابن سبأ هو الذي تولى قتل عثمان رضي الله عنه ، و إليكم تفصيل ذلك : فحسب ما توفرت لدي من روايات ، جاء نعت قاتله بالموت الأسود و حمار، كما عند خليفة بن خياط (ص174-175) ، أو جبلة - الغليظ - كما عند ابن سعد (3/83-84) ، أو جبلة بن الأيهم كما عند ابن عبد البر . الاستيعاب (3/1046) ضمن ترجمة عثمان بن عفان ، و أورده كذلك بنفس للفظ ضمن ترجمة محمد بن أبي بكر (3/1367) . و كلمة الأيهم ما هي إلا زيادة غير مقصودة من ناسخ المخطوطة . و سببها هو اشتهار اسم جبلة بن الأيهم ذلك الأمير الغساني الذي ارتد زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه . و يؤيد ذلك أن راوي الخبر و هو كنانة مولى صفية هو نفسه راوي الروايتين ، أنظر : جمهرة أنساب العرب لابن حزم (372) .
و بدراسة الروايات السابقة اتضح ما يلي :-
أ- أن تلك الروايات لم تسم قاتل عثمان ، بل تذكر اللقب الذي أطلق عليه .
ب- ذكرت إحدى الروايات أن قاتل عثمان يقال له : حمار . و كلمة حمار لعلها تحريف لكلمة جبلة . و يؤيد ذلك ما قيل بخصوص زيادة كلمة - الأيهم - على اسم جبلة عند راوي الخبر ، و هو كنانة مولى صفية ، لأن راوي خبر لفظة حمار هو كنانة أيضاً . هذا بالإضافة إلى التشابه الموجود في متون تلك الروايات .
و مما سبق يلاحظ أن الذي قتل عثمان رضي الله عنه يعد شخصاً واحداً ذا ألقاب عدة ، فهو الموت الأسود ، و هو رجل أسود من أهل مصر يقال له جبلة ، و هو عبد الله بن سبأ - ابن السوداء - الذي جاء إلى المدينة مع وفد مصر . لمزيد من التفصيل في ذلك راجع : استشهاد عثمان و وقعة الجمل في مرويات سيف بن عمر في تاريخ الطبري ، للدكتور : خالد بن محمد الغيث (ص128-130) .
قال محب الدين الخطيب في حاشيته على العواصم (ص73) : الذين شاركوا في الجناية على الإسلام يوم الدار طوائف على مراتب ، فيهم الذين غلب عليهم الغلو في الدين فأكبروا الهنات و ارتكبوا في إنكارها الموبقات ، و فيهم الذين ينزعون إلى عصبية يمنية على شيوخ الصحابة من قريش ، و لم تكن لهم في الإسلام سابقة ، فحسدوا أهل السابقة من قريش على ما أصابوا من مغانم شرعية جزاء جهادهم و فتوحهم ، فأرادوا أن يكون لهم مثلها بلا سابقة ولا جهاد . و فيهم الموتورون من حدود شرعية أقيمت على بعض ذويهم فاضطغنوا في قلوبهم الإحنة و الغل لأجلها ، و فيهم الحمقى الذين استغل السبأيون ضعف قلوبهم فدفعوهم إلى الفتنة و الفساد و العقائد الضالة ، و فيهم من أثقل كاهله خير عثمان و معروفه نحوه ، فكفر معروف عثمان عندما طمع منه بما لا يستحقه من الرئاسة و التقدم بسبب نشأته في أحضانه ، و فيهم من أصابهم من عثمان شيء من التعزير لبوادر بدرت منهم تخالف أدب الإسلام ، فأغضبهم التعزير الشرعي من عثمان ، و لو أنهم قد نالهم من عمر أشد منه لرضوا به طائعين ، و فيهم المتعجلون بالرياسة قبل أن يتأهلوا لها اغتراراً بما لهم من ذكاء خلاب أو فصاحة لا تغذيها الحكمة ، فثاروا متعجلين بالأمر قبل إبانه ، و بالإجمال فإن الرحمة التي جبل عليها عثمان رضي الله عنه وامتلأ بها قلبه أطمعت الكثيرين فيه ، و أرادوا أن يتخذوا من رحمته مطية لأهوائهم .
و لمعرفة ما آل إليه مصير من شارك في قتل عثمان رضي الله عنه راجع مقالة : ( تعقيب واستدراك على مقالة مصير عبد الله بن سبأ ) ، و لمعرفة هل لمحمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه يد في قتل عثمان أم هو بريء من ذلك ، راجع مقالة : ( براءة محمد بن أبي بكر الصديق من دم عثمان رضي الله عنه ) . و ذلك حتى تكون الصورة كاملة و واضحة في الأذهان .
و لعله بعد هذا لا يبقى مكان و لا مصداقية للروايات التي تشرك الصحابة رضوان الله عليهم في قتل عثمان و التآمر عليه ، فقد اجتهدوا في نصرته و الذبّ عنه ، و بذلوا أنفسهم دونه ، فأمرهم بالكف عن القتال و قال إنه يحب أن يلقى الله سالماً ولوا أذن لهم لقاتلوا عنه ، فثبتت براءتهم من دمه رضوان الله عليهم كبراءة الذئب من دم يوسف .
و ظهرت حقيقة الأيدي التي كانت تحرك الفتنة ، و التي لطالما دندن الإخباريون الشيعة حولها بأنها أيدي الصحابة ، و لله الحمد فقد حفظت لنا كتب المحِّدثين الروايات الصحيحة و التي يظهر فيها الصحابة من المؤازرين لعثمان و المنافحين عنه المتبرئين من قتله ، و المطالبين بدمه بعد قتله ، و بذلك يستبعد أي اشتراك لهم في تحريك الفتنة أو إثارتها .
و قد يتساءل قارئ أو يقول قائل : كيف قتل عثمان رضي الله عنه و بالمدينة جماعة من كبار الصحابة رضوان الله عليهم ؟ و هو سؤال وضعه ابن كثير في البداية والنهاية (7/197-198) ثم أجاب عنه و قد شاركه المالقي في التمهيد والبيان ( ص 131-132) في الإجابة ، موضحين ما يلي :-
أولاً : إن كثيراً من الصحابة أو كلهم لم يكونوا يظنون أن يبلغ الأمر إلى قتله ، فإن أولئك الخوارج لم يكونوا يحاولون قتله عيناً بل طلبوا من أحد أمور ثلاثة : إما أن يعزل نفسه أو يسلم إليهم مروان بن الحكم أو يقتلوه . و كانوا يرجون أن يسلم إليهم مروان – لأتهم يتهمونه بأنه هو الذي كتب الكتاب على لسان عثمان يأمر فيه والي مصر بقتلهم ، و هذا لم يثبت و ليس هناك دليل صحيح - أو أن يعزل نفسه و يستريح من هذه الضائقة الشديدة . و أما القتل فما كان يظن أحد أنه يقع ، و لا أن هؤلاء يجرؤن عليه إلى هذا الحدّ .
ثانياً : إن الصحابة دافعوا عنه ، لكن لما وقع التضييق الشديد عزم عثمان على الناس أن يكفوا أيديهم حقناً لدماء المسلمين ففعلوا ، فتمكن المحاصرون مما أرادوا .
ثالثاً : أن هؤلاء الخوارج اغتنموا غيبة كثير من أهل المدينة في موسم الحج و غيبتهم في الثغور و الأمصار ، و ربما لم يكن في المتبقين من أهل الدينة ما يقابل عدد الخوارج الذين كانوا قريباً من ألفي مقاتل .
رابعاً : إن كبار الصحابة قد بعثوا أولادهم إلى الدار لحماية عثمان رضي الله عنه ، لكن عثمان علم أن في الصحابة قلة عدد و أن الذين يريدون قتله كثير عددهم ، فلو أذن لهم بالقتال لم يأمن أن يتلف من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسببه كثير ، فوقاهم بنفسه إشفاقاً منه عليهم لأنه راع عليهم ، و الراعي يجب عليه أن يحفظ رعيته بكل ما أمكنه ، و مع ذلك فقد علم أنه مقتول فصانهم بنفسه - حقناً لدماء المسلمين- .
خامساً : أنه لما علم أنها فتنة ، و أن الفتنة إذا سلّ فيها السيف لم يؤمن أن يقتل فيها من لا يستحق القتل ، فلم يختر لأصحابه أن يسلوا السيف في الفتنة إشفاقاً عليهم ، و حتى لا تذهب فيها الأموال و يهتك فيها الحريم فصانهم عن جميع هذا .
سادساً : يحتمل أن يكون عثمان رضي الله عنه صبر عن الانتصار ليكون الصحابة شهوداً على من ظلمه ، و خالف أمره و سفك دمه بغير حق ، لأن المؤمنين شهداء الله في أرضه .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة (6/286) : و من المعلوم بالتواتر أن عثمان كان من أكف الناس عن الدماء و أصبر الناس على من نال من عرضه و على من سعى في دمه ، فحاصروه و سعوا في قتله و قد عرف إرادتهم لقتله ، و قد جاءه المسلمون ينصرونه و يشيرون عليه بقتالهم ، و هو يأمر الناس بالكف عن القتال ، و يأمر من يطيعه أن لا يقاتلهم ..و قيل له تذهب إلى مكة فقال : لا أكون ممن الحد في الحرم فقيل له تذهب إلى الشام فقال : لا أفارق دار هجرتي ، فقيل له : فقاتلهم ، فقال : لا أكون أول من خلف محمداً في أمته بالسيف .
فكان صبر عثمان حتى قتل من أعظم فضائله عند المسلمين .
و مما يناسب هذا المقام ذكر كلام الإمام الآجري في كتاب الشريعة (4/1981-1983) عن موقف الصحابة في المدينة من حصار المنافقين لعثمان رضي الله عنه .
قال الآجري : فإن قال قائل : فقد علموا أنه مظلوم وقد أشرف على القتل فكان ينبغي لهم أن يقاتلوا عنه ، و إن كان قد منعهم . قيل له : ما أحسنت القول ، لأنك تكلمت بغير تمييز . فإن قال : ولم ؟ قيل : لأن القوم كانوا أصحاب طاعة ، وفقهم الله تعالى للصواب من القول و العمل ، فقد فعلوا ما يجب عليهم من الإنكار بقولهم و ألسنتهم و عرضوا أنفسهم لنصرته على حسب طاقتهم ، فلما منعهم عثمان رضي الله عنه من نصرته علموا أن الواجب عليهم السمع و الطاعة له ، و إنهم إن خالفوه لم يسعهم ذلك ، و كان الحق عندهم فيما رآه عثمان رضي الله عنه و عنهم . فإن قال : فلم منعهم عثمان من نصرته وهو مظلوم ، و قد علم أن قتالهم عنه نهي عن منكر ، و إقامة حق يقيمونه ؟ قيل له : وهذا أيضاً غفلة منك . فإن قال : وكيف ؟ قيل له : مَنْعه إياهم عن نصرته يحتمل وجوهاً كلها محمودة :-
أحدها : علمه بأنه مقتول مظلوم ، لا شك فيه ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد أعلمه : إنك تقتل مظلوماً فاصبر ، فقال : أصبر . فلما أحاطوا به علم أنه مقتول و أن الذي قاله النبي صلى الله عليه وسلم له حق كما قال لا بد من أن يكون ، ثم علم أنه قد وعده من نفسه الصبر فصبر كما وعد ، وكان عنده أن من طلب الانتصار لنفسه و الذب عنها فليس هذا بصابر إذ وعد من نفسه الصبر ، فهذا وجه .
و وجه آخر : و هو أنه قد علم أن في الصحابة رضي الله عنهم قلة عدد ، و أن الذين يريدون قتله كثير عددهم ، فلو أذن لهم بالحرب لم يأمن أن يتلف من صحابة نبيه بسببه ، فوقاهم بنفسه إشفاقاً منه عليهم ؛ لأنه راع و الراعي واجب عليه أن يحوط رعيته بكل ما أمكنه ، ومع ذلك فقد علم أنه مقتول فصانهم بنفسه ، و هذا وجه .
و وجه آخر : هو أنه لما علم أنها فتنة و أن الفتنة إذا سل فيها السيف لم يؤمن أن يقتل فيها من لا يستحق ، فلم يختر لأصحابه أن يسلوا في الفتنة السيف ، و هذا إنما إشفاقاً منه عليهم هم ، فصانهم عن جميع هذا .
و وجه آخر : يحتمل أن يصبر عن الانتصار ليكون الصحابة رضي الله عنهم شهوداً على من ظلمه و خالف أمره و سفك دمه بغير حق ، لأن المؤمنين شهداء الله عز وجل في أرضه ، و مع ذلك فلم يحب أن يهرق بسببه دم مسلم ولا يخلف النبي صلى الله عليه وسلم في أمته بإهراقه دم مسلم ، و كذا قال رضي الله عنه . فكان عثمان رضي الله عنه بهذا الفعل موفقاً معذوراً رشيداً ، و كان الصحابة رضي الله عنهم في عذر ، و شقي قاتله .
و مما سبق نعلم أن منهج عثمان رضي الله عنه أثناء الفتنة و مسلكه مع المنافقين - هذا مصطلح نبوي أطلقه الرسول صلى الله عليه وسلم على الذين خرجوا على عثمان رضي الله عنه ، لحديث ( … فأرادك المنافقون أن تخلع ..الخ ، تقدم تخريجه - ، الذين خرجوا عليه لم تفرضه عليه مجريات الأحداث ، ولا ضغط الواقع ، بل كان منهجاً نابعاً من مشكاة النبوة ، حيث أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصبر و الاحتساب و عدم القتال حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً . وقد وفىّ ذو النورين رضي الله عنه بوعده و عهده لرسول الله صلى الله عليه وسلم طوال أيام خلافته ، حتى خرّ شهيداً مضجراً بدمائه الطاهرة الزكية ، ملبياً لدعوة المصطفى صلى الله عليه وسلم بالإفطار عنده . انظر : استشهاد عثمان لخالد الغيث (ص116) بتصرف يسير .
أخرج الإمام أحمد في فضائل الصحابة (1/496-497) بإسناد حسن ، من طريق مسلم أبو سعيد مولى عثمان رضي الله عنه : أن عثمان بن عفان أعتق عشرين مملوكاً ، و دعا سراويل فشدها عليه - حتى لا تظهر عورته عند قتله - و لم يلبسها في جاهلية ولا في إسلام ، قال : إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم البارحة في النوم و رأيت أبا بكر و عمر و أنهم قالوا لي : اصبر فإنك تفطر عندنا القابلة ، ثم دعا بمصحف فنشره بين يديه ، فقتل وهو بين يديه .
و اعتبرت فتنة مقتل عثمان رضي الله عنه من أخطر الأحداث التي مرّت بها الدولة الإسلامية في عصر الخلافة الراشدة ، و قد تركت من الاختلاف و الانقسام في صفوف الأمة ما كاد يودي بها ، و قد أعقبها فتن داخلية أخرى تتصل بها و تتفرع عنها و هي موقعة الجمل و صفين و النهروان ، كما استمرت آثارها متمثلة في الخوارج و الشيعة المعارضين للدولة الأموية و العصر الأول من الدولة العباسية خاصة ، بل يمكن أن نعتبر الانقسامات الكبرى الناجمة عن الفتنة مؤثرة في الأمة حتى الوقت الحاضر .
و كان مقتل عثمان رضي الله عنه صباحاً ، في يوم الجمعة ، الثاني عشر من ذي الحجة ، سنة خمس و ثلاثين من الهجرة ، و دفن ليلة السبت بين المغرب و العشاء ، بحش كوكب شرقي البقيع ، و هو ابن اثنتين و ثمانين سنة ، على الصحيح المشهور . رحم الله عثمان و رضي عنه . انظر : ابن سعد (3/77-78) و خليفة بن خياط (ص176) و الطبري (4/415-416) و المسند (2/10) و الذهبي في تاريخ الإسلام عهد الخلفاء الراشدين (ص481) و البداية و النهاية
لابن كثير (7/190) والاستيعاب لابن عبد البر (3/1044) .

...تابع القراءة

PostHeaderIcon ابو ايوب الانصارى

أبو أيوب الأنصاري


أبو أيوب خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي، خرج مع وفد المدينة لمبايعة النبي محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم- في مكة في بيعة العقبة الثانية. نزل عنده الرسول -صلى الله عليه وسلم- عند قدومه من مكة. آخى الرسول بينه وبين مصعب بن عمير.
محتويات

• 1 حياته
o 1.1 وصول الرسول إلى المدينة
o 1.2 جهاده
o 1.3 حب الرسول
o 1.4 حادثة الإفك
o 1.5 زواج الرسول
o 1.6 موقفه من الفتنة
o 1.7 الدين
• 2 وفاته

[ حياته
[عدل] وصول الرسول إلى المدينة
قدم الرسول -صلى الله عليه وسلم- المدينة يوم الجمعة، وسار وسط جموع المسلمين وكل منهم يريد أن أن ينزل الرسول الكريم عنده، فيجيبهم باسما شاكرا لهم: «خلوا سبيلها [عن ناقته] فإنها مأمورة» حتى وصلت إلى دار بني مالك بن النجار فبركت، فلم ينزل الرسول -صلى الله عليه وسلم- فوثبت الناقة ثانية، فسارت غير بعيد ثم التفتت إلى خلفها فرجعت وبركت مكانها الأول، فنزل الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وتقدم أبو أيوب الأنصاري وحمل رحل الرسول -صلى الله عليه وسلم- فوضعه في بيته، فأقام الرسول الكريم في بيت أبي أيوب الأنصاري حتى بني له مسجده ومسكنه. وحين نزل الرسول - صلى الله عليه وسلم - بيت أبي أيوب الأنصاري نزل في السفل، وأبو أيوب في العلو، فأهريق ماء في الغرفة، فقام أبو أيوب وأم أيوب بقطيفة لهم يتتبعون الماء شفقاً أن يخلص إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فوجدها أبو أيوب لعظيمة فنزل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: « يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، إني لأكره وأعظم أن أكون فوقك وتكون تحتي، فاظهر أنت فكن في العلو، وننزل نحن فنكون في السفل» وألح على الرسول -صلى الله عليه وسلم- حتى قبل.
[ جهاده
شهد أبو أيوب الأنصاري المشاهد كلها مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-، لم يتخلف عن أي معركة كتب على المسلمين خوضها بعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلا مرة واحدة تخلف عن جيش أعطى الخليفة أمارته لشاب من المسلمين لم يقتنع أبو أيوب بامارته، ومع هذا بقي الندم ملازما له دوما، فيقول: «ما علي من استعمل علي؟»
[عدل] حب الرسول
قال أبو أيوب الأنصاري للرسول -صلى الله عليه وسلم- :(يا رسول الله، كنت ترسل إليّ بالطعام فانظر، فإذا رأيتُ أثر أصابعك وضعتُ يدي فيه، حتى كان هذا الطعام الذي أرسلتَ به إلي، فنظرت فيه فلم أرَ فيه أثر أصابعك ؟!) فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :(أجل إنّ فيه بصلاً، وكرهتُ أن آكله من أجل الملَكَ الذي يأتيني، وأمّا أنتم فكلوه)
كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يطوفُ بين الصفا والمروة، فسقطت على لحيتِه ريشةٌ، فابتدر إليه أبو أيوب فأخذها، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم- :«نزع الله عنك ما تكره»
[عدل] حادثة الإفك
خلال حادثة الإفك، قالت أم أيوب لأبي أيوب الأنصاري:(ألا تسمع ما يقول الناسُ في عائشة ؟) قال:(بلى، وذلك كذب، أفكنتِ يا أم أيوب فاعلة ذلك ؟) قالت:(لا والله) قال:(فعائشة والله خير منكِ) فلمّا نزل القرآن وذكر أهل الإفك
ذكر القرآن :(لولا إذْ سمعتُموه ظنّ المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً وقالوا هذا إفكٌ مُبين)
[عدل] زواج الرسول
ولما تزوج الرسول -صلى الله عليه وسلم- بصفية، بخيبر أو ببعض الطريق، فبات بها الرسول -صلى الله عليه وسلم- في قبة له، وبات أبو أيوب الأنصاري متوشحاً سيفه يحرس رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- ويطيف بالقبة حتى أصبح رسـول اللـه، فلما رأى مكانه قال :(مالك يا أبا أيوب ؟) قال:(يا رسول اللـه، خفت عليك من هذه المـرأة، وكانت امرأة قد قتلـت أباها وزوجها وقومها، وكانت حديثة عهد بكفر، فخفتها عليك) فقال رسـول الله -صلى الله عليه وسلم-:(اللهم احفظ أبا أيوب كما بات يحفظني)
[عدل] موقفه من الفتنة
ولما وقع الخلاف بين علي ومعاوية وقف أبو أيوب—مع علي لأنه الامام الذي أعطي بيعة المسلمين، ولما استشهد علي—وقف أبو أيوب بنفسه الزاهدة الصامدة لايرجو من الدنيا الا أن يظل له مكان فوق أرض الوغى مع المجاهدين
[عدل] الدين
أتى أبو أيوب معاوية فشكا إليه أنّ ديناً عليه، فلم يرَ منه ما يحب، ورأى كراهيته، فقال:(سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول :(إنّكم سترون أثَرَة)) قال:(فأي شيءٍ قال لكم ؟) قال:(قال:(اصبروا))قال معاوية:(فاصبروا) فقال أبو أيوب :(والله لا أسألك شيئاً أبداً) وقدِم أبو أيوب البصرة فنزل على ابن عباس، ففرّغ له بيتَه، فقال :(لأصْنَعَنّ بكَ كما صنعت برسول الله -صلى الله عليه وسلم-) قال:(كم عليك من الدّين ؟) قال:(عشرون ألفاً) فأعطاه أربعين ألفاً وعشرين مملوكاً، وقال :(لك ما في البيتِ كلِّه)
[عدل] وفاته
جاءت محاولة فتح القسطنطينية عام 52 هـ، وكان أبو أيوب ممن خرج للقتال، فأصيب في هذه المعركة، وجاء قائد الجيش - يزيد بن معاوية - يعوده فسأله :(ما حاجتك يا أبا أيوب ؟) فيا له من مطلب نفذه يزيد بناءا على هذه الوصية، فقد طلب أن يحمل جثمانه فوق فرسه، ويمضي به أطول مسافة ممكنة في أرض العدو، وهنالك يدفنه، ثم يزحف بجيشه على طول هذا الطريق، حتى يسمع وقع حوافر خيل المسلمين فوق قبره، فيدرك آنئذ، أنهم قد أدركوا ما يبتغون من نصر وفوز ! وفي قلب القسطنطينية في اسطنبول ثوي جثمانه -رضي اللـه عنه- مع سور المدينة وبُنيَ عليه، فلمّا أصبح المسلمون أشرف عليهم الروم، فقالوا :(يا معشر العرب قد كان لكم الليلة شأنٌ ؟) فقالوا :(مات رجلٌ من أكابر أصحاب نبيّنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، ووالله لئن نُبِشَ لأضْرُبَ بِناقوسٍ في بلاد العرب) فأصبح قبره لأهل قسطنطينية وقبل أن يصل لهم الإسلام قبر قديس يتعاهدونه ويزورونه ويستسقون به اذا قحطوا !! اذهبوا بجثماني بعيدا بعيدا في أرض الروم ثم ادفنوني هناك أبو أيوب الأنصاري
ِنَّها مَأمُورة). ويبلغ الموكب دور بني بياضة، فَحيّ بني ساعدة، فحيّ بني الحارث بن الخزرج، فحيّ عدي بن النجار.
وكل بني قبيلة من هؤلاء يعترض سبيل الناقة، وملحين أن يسعدهم النبي (صلى الله عليه وسلم) بالنزول في دورهم، وهو يجيبهم وعلى شفتيه ابتسامة شاكرة:(خَلّوا سَبيلَها فَإِنَّها مَأمُورة). فكان الرسول (صلى الله عليه وسلم) ممعناً في ترك هذا الاختيار للقدر الذي يقود خطاه، ومن أجل هذا ترك هو أيضاً زمام ناقته وأرسله، فلا هو يثني به عنقه، ولا يستوقف خطاه، وتوجّه إلى الله بقلبه، وابتهل إليه بلسانه:(اللَّهُمَّ خر لِي، واختَرْ لِي).وأمام دار بني مالك بن النجار بركت الناقة، ثم نهضت وطوَّفت بالمكان، ثم عادت إلى مبركها الأول، وألقت جرانه، واستقرت في مكانه.
وكان هذا السعيد الموعود، الذي بركت الناقة أمام داره، وصار الرسول (صلى الله عليه وسلم) ضيفه، ووقف أهل المدينة جميعا يغبطونه على حظوظه الوافية، هو البطل أبو أيوب الأنصاري، الذي جعلت الأقدار من داره أول دار يسكنها المهاجر العظيم والرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم.
ـ وروى عن سعيد بن المسيب أن أبا أيوب أخذ من لحية رسول الله -صلى الله عليه وسلم -شيئا فقال له: لا يصيبك السوء يا أبا أيوب وأخرج أبو بكر بن أبي شيبة، وابن أبي عاصم من طريق أبي الخير عن أبي رهم أن أبا أيوب حدثهم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نزل في بيته وكنت في الغرفة فهريق ماء في الغرفة، فقمت أنا وأم أيوب بقطيفة لنا نتتبع الماء شفقا أن يخلص إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فنزلت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا مشفق فسألته فانتقل إلى الغرفة قلت يا رسول الله: كنت ترسل إلي بالطعام فأنظر فأضع أصابعي حيث أرى أثر أصابعك حتى كان هذا الطعام قال: أجل إن فيه بصلا فكرهت أن آكل من أجل الملك، وأما أنتم فكلو.
وروى أحمد من طريق جبير بن نفير، عن أبي أيوب قال: لما قدم النبي -صلى الله عليه وسلم- المدينة اقترعت الأنصار أيهم يؤويه فقرعهم أبو أيوب.. الحديث.
أثره في الآخرين:
ولقد عاش أبو أيوب رضي الله عنه طول حياته غازي، وكانت آخر غزواته حين جهز معاوية رضي الله عنه جيشا بقيادة ابنه يزيد، لفتح القسطنطينية وكان أبو أيوب آنذاك شيخا طاعنا في السن يحبو نحو الثمانين من عمره فلم يمنعه ذلك من أن ينضوي تحت لواء يزيد وان يمخر عباب البحر غازياً في سبيل الله.. لكنه لم يمض غير قليل على منازلة العدو حتى مرض أبو أيوب مرضا أقعده عن مواصلة القتال، فجاء يزيد ليعوده وسأله: ألك من حاجة يا أبا أيوب؟ فقال: اقرأ عني السلام على جنود المسلمين، وقل لهم: يوصيكم أبو أيوب أن توغلوا في أرض العدو إلى أبعد غاية، وأن تحملوه معكم، وأن تدفنوه تحت أقدامكم عند أسوار القسطنطينية، ولفظ أنفاسه الطاهرة
بعض الأحاديث التي نقلها عن المصطفى صلى الله عليه وسلم:
يروي الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي أيوب الأنصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل القبلة ولا يولها ظهره شرقوا أو غربو..
وعن البراء بن عازب عن أبي أيوب رضي الله عنهم قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم وقد وجبت الشمس فسمع صوتا فقال يهود تعذب في قبورها وعن ابن شهاب عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام.
مواقفه مع التابعين:
عن الزهري، عن سالم، قال: أعرست، فدعا أبي الناس، فيهم أبو أيوب، وقد ستروا بيتي بجنادي أخضر. فجاء أبو أيوب، فطأطأ رأسه، فنظر فإذا البيت مستر. فقال: يا عبد الله، تسترون الجدر؟ فقال أبي واستحيى: غلبنا النساء يا أبا أيوب. فقال: من خشيت أن تغلبه النساء، فلم أخش أن يغلبنك. لا أدخل لكم بيتا، ولا آكل لكم طعام!
وعن محـمد بن كعب، قال: كان أبو أيوب يخالف مروان، فقال: ما يحملك على هذ؟ قال: إني رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي الصلـوات، فإن وافقته وافقناك، وإن خالفته خالفناك.
وعن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن أبيه، قال: انضم مركبنا إلى مركب أبي أيوب الأنصاري في البحر، وكان معنا رجل مزاح، فكان يقول لصاحب طعامن: جزاك الله خيرا وبرا، فيغضب فقلنا لأبي أيوب: هنا من إذا قلنا له: جزاك الله خيرا يغضب. فقال: اقلبوه له. فكنا نتحدث: إن من لم يصلحه الخير أصلحه الشر.
فقال له المزاح: جزاك الله شرا وعرا، فضحك، وقال: ما تدع مزاحك.
الوفاة:
قال الوليد عن سعيد بن عبد العزيز: أغزى معاوية ابنه في سنة خمس وخمسين في البر والبحر، حتى أجاز بهم الخليج، وقاتلوا أهل القسطنطينية على بابها، ثم قفل.
وعن الأصمعي، عن أبيه: أن أبا أيوب قبر مع سور القسطنطينية، وبني عليه، فلما أصبحوا، قالت الروم: يا معشر العرب، قد كان لكم الليلة شأن. قالوا: مات رجل من أكابر أصحاب نبينا، والله لئن نبش، لا ضرب بناقوس في بلاد العرب. فكانوا إذا قحطوا، كشفوا عن قبره، فأمطروا
قال الواقدي: مات أبو أيوب سنة اثنتين وخمسين، وصلى عليه يزيد، ودفن بأصل حصن القسطنطينية. فلقد بلغني أن الروم يتعاهدون قبره، ويستسقون به.
وقال خليفة: مات سنة خمسين. وقال يحيي بن بكير: سنة اثنتين وخمسين.
ت
...تابع القراءة

PostHeaderIcon مراجعة جغرافيا

اسئلة الصف الثانى الاعدادى
اولا الجغرافيا

1....
11) تمتلك بعض الدول العربية رؤوس الاموال الازمة للزراعة مثل دول.................
12) يعمل بالزراعه اكتر من.............% من سكان الوطن العربى
13) المساحة المنزرعة فى الوطن العربى تقدر بحوالى............% من مساحة الوطن العربى
14) من المشكلات التى تهدد الزراعه ظاهرة..................
15) المحاصيل التى يعتمد عليها الانسان فى غذائه تسمى ب..........
16) تفدر المساحة المزروعة فى الوطن العربى بحوالى...........% من المساحة المزروعة
17) يعد من اهم الحبوب الغذائية ويزر فى معظم انحاء الوطن العربى محصول.............
18) الدولة التى التى تستاثر بمعظم انتاج الارز فى الوطن العربى هى..............تليها.................
19) المصدر الرئيسى لانتاج السكر فى الوطن العربى محصول...............
20) يعد من اهم الالياف المستخدمة فىصناعة النسيج محصول.............
21) ا
22)) من الحضارات التى قامت على الزراعة حضارة....................و....................
2) العوام الطبيعية التى قامت عليها الزراعة هى..........و.............و....................
3) العوامل البشرية التىقامت عليها الزراعة هى...........و................و..................
4) تتثمثل موارد المياه فى..............و...............و.................و........................
5) المصدر الرئيسىلرى الارض الزراعيةهومياه...................
6) ينتشر الرى بالامطار فى المناطق الجنوبية من الوطن العربى كما فى دولة............و...........و..........
7) تقوم الزراعة على المياه الجوقية كما فى واحة............. بليبيا
8) من الدول العربية التى توسعت فى تحلية مياه البحر دولة......................
9) يستغل وطننا العربى التنوع فى المحاصيل الزراعية لتحقيق..........و.........بين الدول العربية
10) من الدول العربية التى لديها فائض فى الايدى العاملة.......
23) كثر الحيوانات انتشارا فى الوطن العربى ................
24) يوجد نحو50%من الابل فى دولة...............
اوائل
1) اولى الدول العربيه انتاجا للقمح.........
2) اولى الدول انتاجا للذرة الشامية..............
3) اولى الدول انتاجا للارز..............
4) اولى الدول انتاجا للقطن...............
5) اولى الدول انتاجا لقصب السكر.........
6) اولى الدول انتاجا للشعير..........
7) اولى الدول انتاجا للبنجر ........
8) اولى الدول انتاجا للبن...........
9) اولى الدول انتاجا للتمر.....
10) اولى الدول انتاجا للذرة الرفيعة............
11) اولى الدول انتاجا للعنب...............
12) اولى الدول انتاجا للزيتون...........
13) اولى الدول العربية انتاجا للموالح.........
14) اكثر الدول تربية الاغنام ...........
15) اكثر الدول تربيه للماعز............
16) اكثر الدول تربيه للابقار ............
17) اكثر الدول تربية للجاموس.............
18) اكثر الدول تربية للخيول................
19) اكثر الدول تربية الابل.............
20) اكثر الدول العربية تمتلك ثروة حيوانية........
21) اكبر الدول العربية انتاجا للدواجن.........
22) اكثر الدول انتاجا للاسماك............
23) اكثر الدول العربية تمتلك مصايد بحيريةهى........
24) الدولة العربية التى توجد بها جميع المصايد السمكيةهى........... بسم الله الرحمن الرحيم
وان ليس للإنسان إلا ما سعى وان سعيه سوف يرى، صدق الله العظيم
إهداء من الأستاذ ضياء فواز مدرس الرياضيات الى الأستاذ نبيل ابو حرب
والطالبات المتفوقات فى مادة الدراسات الاجتماعية بإدارة قلين التعليمية

تحية حب وتقدير الى طالباتى الأعزاء

الاسم
الدرجة
الاسم
الدرجة
أسماء ابو الفضل
30
سمر الشحات محروس
30
أسماء إسماعيل الصياد
30
سمر عزت طه نوار
30
ألاء إبراهيم زهير
30
سوزان طلعت الاختيار
30
ألاء عادل عيد
30
ضحى يوسف العقدة
30
الزهراء محمد الشامي
30
فايزة بسيوني محمد شحاتة
30
آية أسامة شلبي
30
لمياء عادل القاضي
30
آية حمادة حامد
30
مي ربيع عبد التواب ربيع
30
آية شريف طه كرش
30
ميار محمد محروس حامد
30
آية عادل ابو كرش
30
نجوى فتح الله عيسى
30
آية محمد العرس
30
نرمين محمود السيد سلامة
30
آية يسرى الرماح
30
نهى محمود عباس صالح
30
إيمان عبد الرحمن مصطفى
30
نورا خيري صلاح العقدة
30
إيمان عبد العزيز الحداد
30
نورهان عطية مرزوق
30
تسنيم طه مرزوق
30
نورهان يوسف عيسى
30
تهاني فهمي شحاتة
30
هالة شريف زيادة
30
ثريا عادل الديهى
30
هايدى صابر شلبي عابدين
30
خلود خالد عزب
30
هدى إبراهيم عبد الله محمد
30
رنا محمود حفينه
30
ولاء عمر فتحي كساب
30
روضة على البيلى
30
ياسمين محمد حسن
30
سارة عصام الدين إبراهيم
30
وجيهة اشرف عبد الشافى
30
سارة مالك الهجين
30
أسماء عصام قاقا
30
أميرة الاختيار
30




الطلاب المتفوقون بإدارة قلين التعليمية
وان ليس للإنسان إلا ما سعى وان سعيه سوف يرى، صدق الله العظيم

الاسم
الدرجة
احمد السيد عكاشة
30
احمد سعد بخيت
30
احمد محمد عيسى
30
عزت محي بقلول
30
عماد محمد شعوط
30
عمر محمد عيسى
30
عمرو إبراهيم الاجهورى
30
محمد إسماعيل على موسى
30
محمد جابر بقلول
30

طالبات متفوقات بالصف الثانى الإعدادى

الاسم
الدرجة
داليا محمود نصر
50
سهام اشرف مبروك
50
نجوى مصطفى غريب
50
ياسمين اشرف مبروك
50

طلاب وطالبات الصف الأول الإعدادى

الاسم
الدرجة
الاسم
الدرجة
بنات

بنين

إيناس محمد دومة
50
محمود محمد الجندى
50
إيمان محمد عامر
50
عبد الرحمن عبد الناصر عفت
50
جهاد احمد حسين
50
احمد عادل عيد
49
سمر اشرف العشماوى
50


إيمان صبري القاضي
49


سلوى عبد الناصر الدكرورى
49



بسم الله الرحمن الرحيم
وان ليس للإنسان إلا ما سعى وان سعيه سوف يرى، صدق الله العظيم

طلاب و طالبات الصف الثالث الإعدادى المتفوقون فى مادة الدراسات الاجتماعية بشباس الشهداء إدارة دسوق

تحية حب وتقدير الى طلابي الأعزاء


الاسم
الدرجة
الاسم
الدرجة
أسماء محمد احمد عليبة
30
إيمان احمد الشرقاوى
30
مي محمد السنهوري
30
بسمة احمد عليبة
30
أسماء شحاتة جامع
30
إيمان مصباح النحاس
30
أسماء محمد عبد المجيد عليبة
30
إيناس صلاح زهرة
30
عبير رمزى حسين
30
نسرين نبيل رجب
30
سمر محمد سحالي
30
هاله محمد سلطان
30
أميرة جمال فضل
30
صدفة زكريا نور الدين
30
دعاء حمدي سحالي
30
سهام حلمي مسيوغة
30
رنا صلاح الشيخ
30
إيمان جمال البف
30
مها رفعت الديباوى
30
سمر السعيد الصيفي
29.5
نهال عادل فضل
30
إيمان كمال محليس
29.5
سمر نبيل الزيات
30
إيمان عبد المنصف الشرقاوي
29.5
إيمان عوض ابو إسماعيل
30
شرين السيد الخطيب
29.5
إسراء فهمي عليبة
30
حسنة عبد اللطيف رزق
29.5
إيمان جمال شرارة
30
بسمة السيد ليمونة
29.5




















بسم الله الرحمن الرحيم
وان ليس للإنسان إلا ما سعى وان سعيه سوف يرى، صدق الله العظيم

طلاب الصف الثالث الإعدادى المتفوقون فى مادة الدراسات الاجتماعية بشباس الشهداء إدارة دسوق

تحية حب وتقدير الى طلابي الأعزاء



الاسم
الدرجة
خالد إبراهيم فضل
30
احمد نجيب الصباغ
30
احمد محي الشرقاوي
30
فهمي محمد الكردي
30
محمد حنفي البسيوني
30
حاتم السيد مندور
30
مصطفى حسنى ابو عبد الله
30
حسام مقبل نصار
30
عوض رمضان مرعى
30
محمد عباس فضل
30
محمد ديب الليل
30
مايكل كمال زكى
30
محمد عويدات
29.5
محمد القسط
29.5












بسم الله الرحمن الرحيم
وان ليس للإنسان إلا ما سعى وان سعيه سوف يرى، صدق الله العظيم

طالبات الصف الثانى الإعدادى المتفوقات فى مادة الدراسات الاجتماعية بشباس الشهداء إدارة دسوق

تحية حب وتقدير الى طلابي الأعزاء


الاسم
الدرجة
الاء عبد الجواد كرسون
50
الاء على الانة
50
صفاء محمد القاضى
49
شرين عبد المجيد شميس
49
نانسي كمال مطر
49
يسرية القاضى
20/20
اسلام القاضى
47
رغدة ناصر
47
لمياء القاضى
47
منار سحالى
47
نورهان السنهورى
47















بسم الله الرحمن الرحيم
وان ليس للإنسان إلا ما سعى وان سعيه سوف يرى، صدق الله العظيم

طالبات الصف الأول الإعدادى المتفوقات فى مادة الدراسات الاجتماعية بشباس الشهداء إدارة دسوق

تحية حب وتقدير الى طلابي الأعزاء


الاسم
الدرجة
هند حسين السديمى
50
مروة جامع
50
زينب السعيد فضل
49
ايه عبد الجواد اللباد
49
نهى رمضان معوض
48
هدير محمد فضل
48
ألفت السيد القاضى
48
نورهان يسرى نصار
20/20
نهال محمد عليبة
5ر19/20









...تابع القراءة